شدد رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل على تعزيز العلاقات بين مصر وليبيا في كل المجالات، ورفض تأكيد الأنباء التي تحدثت عن وجود العقيد معمر القذافي في الجزائر. والتقى جبريل يرافقه وفد ليبي يضم وزير الخارجية السابق عبدالرحمن شلقم أمس رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر المشير حسين طنطاوي ورئيس الوزراء عصام شرف ووزير الخارجية محمد كامل عمرو. ورأس جبريل وفد ليبيا إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد مساء أول من أمس وشهد رفع «علم الاستقلال» أمام المقعد الليبي في الجامعة العربية. وكان الوفد الليبي التقى الأمين العام للجامعة نبيل العربي للبحث في ترتيبات الاجتماع الوزاري وتفاصيل عودة نشاط ليبيا في الجامعة، في وقت غاب وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن الاجتماع الذي ناقش أيضا الأوضاع في سورية ورأس سفير سورية في القاهرة ومندوبها في الجامعة يوسف الأحمد وفد بلاده إلى الاجتماع. وذكر بيان رسمي أن اللقاء بين طنطاوي وجبريل تناول تطورات الأوضاع على الساحة الليبية وسبل دعم العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية وتعزير التعاون الإقليمي بين البلدين في العديد من المجالات. وقدم جبريل خلال اللقاء الشكر لمصر والقوات المسلحة على دعمها الثورة الليبية وحرصها على تنظيم وتأمين تدفق النازحين عبر الحدود مع مصر وتقديم الدعم والرعاية الكاملة لهم. وأكد تطلع المجلس الوطني الانتقالي باعتباره الممثل الشرعي للشعب الليبي إلى بدء مرحلة جديدة من الشراكة بين البلدين بما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين. وأوضح جبريل أن الهدف من لقاءاته مع المسؤولين المصريين «محاولة إعادة تأسيس العلاقة المصرية الليبية في إطارها الصحيح». وقال إن العلاقات بين مصر وليبيا كانت على مدى السنوات الماضية علاقات «مشوهة»، مؤكداً ضرورة أن تكون علاقات البلدين «استراتيجية ولا بد أن يكون الأمن القومي بين البلدين متكاملاً، فلا يصح أن يكون أمن قومي مصري وآخر ليبي. ولا بد من النظر لذلك في إطار أشمل». وأضاف أن مصر لا بد أن تتحرك في الفترة المقبلة بقوة للمشاركة في إعادة بناء ليبيا، موضحاً أن التواجد المصري مطلوب وبشدة. وشدد جبريل على أن ثورة ليبيا إذا ما فشلت فسيكون لذلك تأثير سلبي على الثورة في مصر وتونس. وأوضح أنه قدم في هذا الصدد اقتراحاً لرئيس الوزراء المصري لمحاولة «جمع الشباب في الدول الثلاث لبدء حوار شبابي حول الثورة الجديدة» لأن «ليبيا بها مجلس انتقالي وكذلك مصر بها حكومة انتقالية وكذلك تونس وبالتالي فمن المفيد أن يتم تجميع الشباب في لغة مشتركة من الآن»، مضيفاً: «إذا تم استثناء الشباب والمرأة فإن الثورات ستتكرر في المنطقة، لأن الثقافة الجديدة هي ثقافتهم وليست ثقافتنا نحن التي بدأت منذ الخمسينات في القرن الماضي ولم تفرز في الواقع إلا إفلاساً». وحول مستقبل العمالة المصرية في ليبيا في ظل الإجراءات التي ترفض عودة بعض العاملين المصريين المغادرين من ليبيا، قال جبريل إنه لا بد من إعادة تأسيس العلاقة المصرية الليبية بكل أوجهها بما فيها العمالة. وقال: «أبلغت رئيس الوزراء المصري بأنه لا بد من وضع معايير وأطر وأن يكون هناك منفذ مشترك يدار بإدارة مشتركة فيها معايير للحفاظ على حقوق العمالة في ليبيا، ولا بد من حماية العمالة المصرية ووضع معايير للاستفادة منها». وجدد عصام شرف ثقة مصر في قدرة المجلس الوطني الانتقالي الليبي على إعادة الأمن والاستقرار في جميع ربوع ليبيا، والإشراف على بناء الدولة ومؤسساتها وبدء جهود إعادة البناء والإعمار. وأكد أن مصر ستقف إلى جوار الشعب الليبي وحكومته ممثلة في المجلس الانتقالي في هذه المرحلة المهمة من تاريخ الشعب الليبي، وأنها ستقدم ما تستطيع لتلبية الاحتياجات العاجلة لليبيا وتقديم الدعم المطلوب في مجالات الصحة والدواء وتجهيز المستشفيات والطاقة والكهرباء والأمن والتعليم، واستعادة المرافق والموانئ الليبية لنشاطها المعتاد. وقال شرف إن مصر ستتوصل مع ليبيا الى بناء علاقات مستقبلية إستراتيجية قائمة على التعاون في جميع المجالات بين ثورتين وشعبين لهما تاريخ طويل مشترك. وعلى صعيد اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي انتهى في ساعة متأخرة ليل أول من أمس قال ممثل ليبيا في مصر السفير عبدالمنعم الهوني ل «الحياة» إن جبريل يترأس وفد ليبيا إلى الاجتماع بتكليف من المجلس الانتقالي، مشيراً إلى أن اعتراف الجامعة بالمجلس تم الاتفاق عليه في اجتماع وزراء خارجية لجنة المتابعة العربية في الدوحة. وأوضح أن علم الاستقلال الليبي يرفع أمام المقعد الليبي في الجامعة من الآن فصاعداً، وأن تسلم المندوبية الدائمة لليبيا في الجامعة ومقر السفارة في القاهرة لممثل المجلس الوطني في القاهرة قد تم فعلياً.