واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب – حضّ الرئيس الأميركي باراك أوباما طهران، على وقف «أعمال العنف والظلم ضد شعبها»، مستخدماً بذلك أقسى تعابير له لوصف ما يحدث في إيران حالياً. وقال أوباما في بيان مكتوب: «ندعو الحكومة الإيرانية الى وقف كل أعمال العنف والظلم ضد شعبها». وأضاف: «على الحكومة الإيرانية ان تدرك ان العالم يراقبها. نحن نحزن لكل روح بريئة تزهق». وشدد على ان «الحقوق العالمية في التجمع والتعبير يجب ان تُحترم، والولاياتالمتحدة تقف الى جانب الذين يريدون التعبير عن هذه الحقوق». وأشار الرئيس الأميركي الى الخطاب الذي وجهه من القاهرة الى العالم الإسلامي، محذراً القيادة الإيرانية من ان «قمع الأفكار لا ينجح أبداً في القضاء عليها». وقال: «سيحكم الشعب الإيراني في نهاية الأمر على أفعال حكومته. إذا كانت الحكومة الإيرانية تسعى الى نيل احترام المجتمع الدولي، عليها احترام كرامة شعبها والحكم بالتوافق لا بالقمع». واستشهد أوباما في بيانه، بقول لزعيم حركة الحقوق المدنية للسود مارتن لوثر كينغ. وقال ان «قوس العالم الأخلاقي طويل، لكنه يميل الى العدل». وأضاف: «أؤمن بذلك والمجتمع الدولي يؤمن به. واليوم نشهد على إيمان الشعب الإيراني بهذه الحقيقة وسنستمر في نقل هذه الشهادة». وقال مسؤول في الإدارة الأميركية ان اوباما ناقش الوضع في إيران، خلال اجتماعات في البيت الأبيض السبت الماضي مع كبار مستشاريه، كما تلقى معلومات استخباراتية حول الموقف في طهران. ويسعى اوباما الى تجنب الظهور وكأنه يتدخل في الشؤون الداخلية الإيرانية، لكنه يواجه ضغوطاً من الجمهوريين كي يدافع عن المتظاهرين في شكل أقوى. واتهمت إيرانالولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي، بإصدار بيانات «تدخلية» حول انتخاباتها الرئاسية. وجاء موقف اوباما بعد تبني الكونغرس الاميركي في شبه إجماع، قراراً يدعم الإيرانيين «الذين يدافعون عن قيم الحرية وحقوق الإنسان». ودان «المجلس الوطني الأميركي الإيراني»، وهو أكبر منظمة للأميركيين - الإيرانيين في الولاياتالمتحدة، الحكومة الإيرانية مبدياًَ تأييده لموقف اوباما. وقال ان «الطريقة الوحيدة لوقف العنف تتمثل في إجراء انتخابات جديدة في إشراف مراقبين مستقلين، للتأكد من عدالتها». وأضاف: «نؤيد قرار اوباما عدم دعم أي طرف في النزاع حول الانتخابات، خصوصاً في غياب أي مرشح يدعوه الى ذلك». وأكد ان «البيت الأبيض يحتاج في الوقت ذاته للتحدث بصرامة ضد حمام الدم الذي يجري أمام أعيننا». في غضون ذلك، تجمع مئات الأشخاص أمام البيت الأبيض في واشنطن السبت الماضي، «تضامناً مع الشعب الإيراني». وارتدى الكثير من المتظاهرين ألبسة خضراء، وهو اللون الذي اعتمدته الحملة الانتخابية للمرشح الإصلاحي مير حسين موسوي. وكُتب على يافطات رفعها المتظاهرون الذين كان بعضهم يردد شعارات بالفارسية: «أوباما، ادعمنا، نحن الشعب» و «نظام إسلامي ديكتاتوري يقتل الشعب» و«يمكنكم سرقة صوت، لكن لا يمكنكم إسكات صاحب هذا الصوت». وفي نيويورك، تظاهر مئات الإيرانيين أمام مقرّ الأممالمتحدة احتجاجاً على نتائج الانتخابات الرئاسية في إيران، مطالبين بإعادتها.