دمشق، طرابلس - أ ف ب، رويترز - قتلت سيدة أمس في قرية بشرق سورية شهدت انتشاراً امنياً وعسكرياً، فيما جرت عمليات اقتحام واعتقالات في مدن سورية عدة بينها دمشق. وانتقدت منظمة «هيومان رايتس ووتش» ممارسات قوات الأمن السورية، واعتبرت «إدعاءات السلطات السورية بأنها تحارب جماعات ارهابية وعصابات مسلحة وانها مارست أقصى درجات ضبط النفس غير صحيحة». وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان «سيدة قتلت اثر تلقيها طلقاً نارياً في قرية الشحيل، الواقعة في ريف دير الزور (شرق) خلال العمليات العسكرية والامنية المستمرة في المنطقة». قال نشطاء ان دبابات ومركبات مدرعة دخلت بلدة الشحيل أمس. وذكر المرصد «احرقت بعض المنازل في الشحيل والبصيرة (ريف دير الزور) حيث تنتشر قوات عسكرية وامنية كبيرة فيهما بالاضافة الى قرى اخرى قرب مدينة الميادين (شرق)». وقال ناشط محلي «التقارير الاولية التي وردت من المقيمين تتحدث عن عشرات الدبابات التي تطلق النار عشوائيا لدى اقتحامها البلدة عند الفجر. الشحيل كانت نشطة جدا في الاحتجاجات والنظام يستخدم قوة هائلة لاخافة الناس». وافاد المرصد ان «قوات امنية نفذت صباح الخميس حملة مداهمات واسعة للمنازل داخل الميادين». وذكر ناشطون ان الدبابات التي دخلت أحياء الميادين وقريتين أخريين في محافظة دير الزور انسحبت الى المشارف.وقال أحد النشطاء «انها غارات كر وفر. الجيش يحاول تفادي العمليات الانتقامية من جانب السكان المزودين بالاسلحة. لهذا يدخلون بسرعة لاعتقال الناس وتخريب منازل النشطاء المطلوب القاء القبض عليهم الذين لا يستطيعون العثور عليهم». وكان المرصد أعلن «مقتل مواطنين اثنين الاربعاء» في هذه المدينة. وفي دمشق، اكد المرصد ان «اكثر من 300 عنصر أمن مدججين بالسلاح الكامل اقتحموا حي ركن الدين فجر الخميس ونفذوا حملة مداهمات للمنازل بحثا عن نشطاء متوارين عن الانظار». واشار الى ان «مدنيا قتل مساء الاربعاء في حي الميدان اثر اطلاق قوات الامن الرصاص الحي على شباب امام خيمة عزاء شهيد سقط تحت التعذيب» مضيفا ان قوات الامن «اطلقت قنابل مسيلة للدموع عليهم واعتقلت عددا منهم». وفي حي دوما في دمشق خرج المتظاهرون بعد صلاة التراويح مساء الاربعاء وهم يرددون هتافات تنادي بسقوط الرئيس السوري بشار الاسد بعد سقوط نظام العقيد الليبي معمر القذافي. وفي ريف دمشق، ذكر المرصد ان «قوات الامن اقتحمت فجر الخميس «مدينة زملكا وبدأت بإطلاق رصاص كثيف في الهواء واصاب الرصاص خزانات الكهرباء مما ادى الى حدوث انفجارات مدوية». واضاف «كما شهدت مدينة معضمية الشام انتشاراً امنيا كثيفا ونصبت حواجز على الطريق الواصل بين المعضمية وداريا وأوتستراد صحنايا». وذكر المرصد ان «شخصا قتل واصيب آخر بطلق ناري في الرأس في حمص (وسط) مساء امس كما سمع اطلاق نار كثيف في حي باب الدريب» لافتا الى «العثور على جثمان شاب من حي بابا عمرو على مفرق بلدة كفرعايا الاربعاء». وغرباً، «نفذت الاجهزة الامنية في مدينة جبلة الاربعاء حملة مداهمة واعتقالات في الاحياء المعارضة اسفرت عن اعتقال 9 اشخاص» بحسب المرصد. الى ذلك، أفرجت السلطات اللبنانية عن الناشط السوري المعارض للنظام في بلاده زهير النجار مساء الاربعاء بعد اعتقاله لبعض الوقت من قبل استخبارات الجيش اللبناني في مكتب معارض اسلامي سوري في طرابلس، كبرى مدن شمال لبنان. وكان زهير ابا زيد (25 عاما) المعارض الاسلامي السوري اعلن ان النجار خطف مساء الاربعاء بيد مجهولين في المكتب الكائن في حي ابي سمرا في مدينة طرابلس. وابا زيد هو المتحدث باسم العلماء وطلاب الشريعة في سورية المناهضين لنظام الرئيس بشار الاسد، وقد لجأ الى لبنان قبل نحو شهرين. وصادرت الاستخبارات اللبنانية حاسوبين يحتويان على معلومات حول حركة الاحتجاج ضد النظام السوري. الى ذلك، ذكرت منظمة «هيومان رايتس ووتش» في تقرير جديد ان قتل المدنيين الذين وثقت جماعات حقوق الانسان السورية مقتلهم «وقع في ظروف لم يكن فيها تهديد للقوات السورية». وأضاف التقرير ان «الرئيس الاسد قال انه يخوض معركة ضد جماعات ارهابية وعصابات مسلحة، فيما زعمت السلطات السورية أنها مارست أقصى درجات ضبط النفس خلال محاولتها السيطرة على الوضع. الادعاءان غير صحيحين». وتابع ان القوات السورية قتلت 49 شخصاً على الاقل منذ أبلغ الاسد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في 17 آب (اغسطس) بأن العمليات التي يقوم بها الجيش والشرطة توقفت. وأشار التقرير الى أنه في 22 آب قامت القوات السورية في حمص «باطلاق النار على حشد من المحتجين السلميين بعد قليل من مغادرة فريق انساني تابع للامم المتحدة لتقويم الوضع مما أدى الى مقتل أربعة أشخاص».