«من الحب ما قتل» أثبتت شواهد كثيرة صدق هذه المقولة، ولعل آخرها جريمة قتل كشفت شرطة جدة طلاسمها أخيراً. وتعود تفاصيل الواقعة إلى لحظة غضب تملكت وافداً إثيوبياً من أصول يمنية لم يستطع التحكم في انفعالاته، بعدما تملكه الشك في عشيقته التي ظن أنها على علاقة بشخص آخر، فقرر أن يضع حداً لهذه العلاقة، وبيت نية إنهاء حياتها قبل أن يجردها من ملابسها ويلقيها من نافذة شقتها الكائنة بالطابق الرابع. لتلفظ أنفاسها الأخيرة على قارعة الطريق قبل أن يطلق ساقيه للريح هارباً من موقع الجريمة. الجثة التي عثر عليها في حي السلامة «شمال جدة» مساء الخميس الماضي تعود وفقاً لتقارير الخبراء الجنائيين والأطباء الشرعيين الذين باشروا موقع الجريمة برفقة ضباط التحقيق والأدلة الجنائية، تعود إلى سيدة ثلاثينية بدت آثار العنف جلية على باب شقتها. وبعد أن طغت الشبهة الجنائية على الحادثة استمرت التحريات عن علاقات القتيلة يومين حتى تم التوصل إلى تردد رجل يمني ذي جنسية إثيوبية على الشقة بشكل شبه يومي قبل أن يختفي عن الأنظار منذ مقتلها. وبعد القبض عليه أخضع لتحقيق مكثف أثمر عن انهياره واعترافه بارتكابه جريمة القتل. وكشف القاتل أن علمه بعلاقات عشيقته المشبوهة مع آخرين أفقده التركيز ودفعه إلى معاقبتها، «ذهبت إلى شقتها منفعلاً، وأجبرني رفضها فتح الباب لي على كسر الباب قبل أن أنهال عليها بالضرب، ثم ألقيتها عارية من النافذة». وذكر الناطق الإعلامي في شرطة جدة العقيد مسفر الجعيد أن التحقيقات مع الجاني لاتزال جارية للتعرف على العلاقة التي كانت تربطه مع القتيلة ودوافع الجريمة، تمهيداً لتصديق اعترافاته وإحالته إلى الجهات القضائية.