بعدما تناقلت وسائل الأنباء موقف المذيع جورج قرداحي من قضية الشعب السوري ودعمه نظام بشار الأسد في عملياته ضد المتظاهرين، وخروجه في وسائل إعلام هاجمها سابقاً بأنها تحرض على سورية، وطالبها بأن "تترك سورية لحالها"، خرج المذيع قرداحي ليقول إنه متضامن مع الشعب السوري، كمواطن عربي، بعيداً عن عمله الإعلامي. جاء ذلك عقب اعتراض رجالات في المعارضة ومدونين عرب في شبكة الإنترنت على استمرار قرداحي في تقديم برامجه عبر مجموعة "mbc" التي تضم في باقتها قناة "العربية" التي اتهمها قرداحي من ضمن قنوات عربية أخرى بأنها تساعد في مؤامرة ضد سورية. لكن هذا التصريح الجديد من قرداحي هو الآخر لم يمرّ بسلام، إذ تساءل شباب في "فيس بوك" عمّا يقصده قرداحي بعبارة: "أنا مع الشعب السوري كمواطن عربي"، قائلين: إن هذه العبارة يرددها حسن نصر الله بقوله: "أنا مع الشعب السوري" ومع ذلك فهو داعم للقمع والقتل المستمر للمتظاهرين السوريين، وعدّوا هذه العبارة "أنا مع الشعب السوري" "مناورة غير ذكيّة". وقال ماهر (شاب سوري): "لا أدري، حتى عندما غزت أميركا العراق لم يخرج أحد من قادتها السياسيين أو العسكريين ليقول إنه ضد الشعب السوري، وحتى رؤساء إسرائيل لم يخرج منهم أحد حتى الآن ليقول إنه ضد الشعب العربي، هتلر وحده الذي صرح بأنه ضد اليهود لأنه كان يقف منهم موقفاً عنصريّاً، وفي حين يقف بشار الأسد من المتظاهرين موقفاً طائفياً فهو يعلن موقفه الطائفي من المتظاهرين لمحاولة التشويش بأنها حرب طائفية، وليس قمعاً من الدولة للمدنيين، وفي محصلة الأمر فإن بشار نفسه أيضاً لم يقل ولن يقول حتى وهو خلف الكواليس إنه ضد الشعب السوري، لكنه ينكل به ليل نهار". وأكد ماهر: "ما يؤكد أن ما يقوم به جورج قرداحي مع الشارع العربي هو نوع من التخدير هو أنه صرح ل"العربية" بأنه لم يغير موقفه ولن يغيره، وهذه عبارة خطرة جداً من قرداحي، وينبغي لجميع السوريين والعرب والمنظمات الإنسانية محاكمته أخلاقياً عليها". واعتبر مدوّنون آخرون أن اللقاء الذي أجري مع قرداحي على قناة "العربية" كان "لقاء تبريرياً" وكان ينتظر من "القناة" أن تكون أكثر احترافيّة وأن تتأكد على الأقل من حدوث تغيّر ولو طفيف في موقف قرداحي من الأحداث في سورية. فيما رأى آخرون أن القناة معذورة لأنها تنشد نجاح البرنامج الذي تم تسجيله مسبقاً بعنوان "أنت تستاهل"، لمصلحة أختها في المجموعة قناة "mbc1"، وأن حرصها على مضي البرنامج وإنجاحه أمر متعلق برؤيتها لمجموعة "mbc" ككل وتنافسها مع قنوات أخرى، مؤكدين أن حرص "العربية" على أن تستخلص من قرداحي اعترافاً بأنه ضد حمام الدم السوري وضد أي قطرة دم تراق، قد يكون الخطوة التمهيدية الأولى في التنازلات القرداحية، التي قد تتبعها أخرى فيما يأتي من الأيام. وطالب مشاهدون إدارة "mbc" باتخاذ قرار حاسم وحازم يضع حداً لأحاديث المذيع اللبناني الذي يمد لسانه في وجوه العرب الذين تتعارض مصلحته مع مصالحهم، ولا يتردد في شتم الإعلام السعودي الذي أعاد تصديره إلى الشاشة مرة أخرى عبر واحدة من أكثر قنواته شهرة وأوسعها انتشاراً، من خلال برنامج "من سيربح المليون"، إذ وجدوا في أحاديث قرداحي إهانة للشعب السوري، وقبلها للإعلام السعودي، وللقناة نفسها.