انطلقت أمس في المدن السعودية الحملة الوطنية لإغاثة الشعب الصومالي، التي وجّه بإقامتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. ووجدت الحملة تفاعلاً كبيراً منذ بدئها من الجهات الحكومية، والمواطنين، وبدا ذلك ملحوظاً، من خلال توافد آلاف السعوديين والمقيمين إلى مقار لجان الحملة في المناطق، وقدموا تبرعات عينية ونقدية. ولم يقتصر التفاعل مع التبرعات على الجهات الحكومية فقط، إذ خصصت مصارف أرقام حسابات خاصة وشركات الاتصال الثلاث حددت رقماً موحداً، لاستقبال رسائل نصية، يعود ريعها إلى الشعب الصومالي. وتبرع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ب20 مليون ريال، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز بعشرة ملايين ريال، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز بخمسة ملايين ريال. وبثت القناة الأولى في التلفزيون السعودي حملة التبرعات في جميع مناطق المملكة، وكذلك إذاعة البرنامج العام من الرياض، والبرنامج الثاني من جدة، وإذاعة القرآن الكريم، وإذاعة نداء الإسلام. واعتبر مسؤولون حكوميون أن التبرعات واجب ديني، لا يمكن التراجع عنه، خصوصاً لمساعدة الفقراء والمحتاجين، الذين يعيشون ظروفاً صعبة، وهم بحاجة إلى نجدة إخوتهم المسلمين، مشيرين إلى أن إقامة الحملة الوطنية حققت رغبة المواطنين والمقيمين في إيصال المساعدات لمستحقيها. وتستقبل الحملة المواد الغذائية من سكر وطحين وزيت الطعام والرز والتمور والحليب طويل الأجل والعصائر بصلاحية لا تقل عن سنة، والمواد الإيوائية التي تشمل الخيام والأشرعة، والفرش، والملابس الجديدة والأقمشة، إضافة إلى المواد الطبية التي تشمل المحاليل الطبية والمستلزمات الطبية، والأدوية والأسرة الطبية، وسيارات الإسعاف. يذكر أن هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية التابعة لرابطة العالم الإسلامي قدرت عدد المتضررين من القحط والجفاف في الصومال بنحو 3.8 مليون شخص وفقاً لمسوحات ميدانية أجرتها هناك من خلال مكاتبها في مقديشو، وهرجيسا، وجيبوتي. وأشارت الهيئة إلى أن عدداً من المحافظات الصومالية تشهد حالياً أسوأ مجاعة مرّت منذ 20 عاماً، بسبب توقف هطول الأمطار لأكثر من 20 شهراً، ما أدى إلى يباس الأراضي، ونفوق المواشي.