أكد خبراء في قطاع الطاقة العالمي، أن منطقة الشرق الأوسط ستتولى أمن الطاقة العالمي للسنوات الثلاثين المقبلة، خصوصاً المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة. وتختزن إمارة أبو ظبي، التي تعتبر منصة عالمية بارزة لإنتاج الطاقة، أكثر من 90 في المئة من احتياط النفط في دولة الإمارات العربية المتحدة. وترى «منظمة الدول المصدرة للبترول» (أوبك)، إن الإمارات هي ثاني أكبر مصدّر للمنتجات النفطية في العالم من ناحية القيمة، التي بلغت 118.08 بليون دولار في عام 2012. وجاء ذلك خلال الاعلان عن استضافة العاصمة الاماراتية «معرض ومؤتمر أبو ظبي الدولي للبترول» (أديبك) بين 10 و13 كانون الثاني (نوفمبر) المقبل، الموعد الذي يتزامن مع احتفال «أديبك»، بذكرى مرور 30 سنة على انطلاقته، ويعقد برعاية وزارة الطاقة، وشركة بترول أبو ظبي الوطنية (أدنوك)، وغرفة أبو ظبي. وقال مدير دائرة الاستراتيجية والتنسيق في «أدنوك» خليفة الشامسي، إن «أديبك» حقق نمواً كبيراً خلال السنوات الثلاثين الماضية، حيث تطور من مجرد معرض صغير متواضع ليصبح اليوم واحداً من أكبر ثلاث فعاليات في قطاع الطاقة العالمي»، معتبراً أنه «واكب نمو إمارة أبو ظبي من منطقة ناشئة في إنتاج النفط إلى واحدة من أبرز منتجي النفط والغاز في العالم». وأكّد «تكريس الجهود لدعم الجيل المقبل من الكوادر الوطنية الواعدة وتسلحيهم بالعلم والخبرة وبأحدث التقنيات، من اجل المساهمة في دفع عجلة التقدم، كي تصبح دولة الإمارات مركزاً عالمياً للإبداع والابتكار في قطاع الطاقة، وضمان أمن إمدادات الطاقة العالمية للسنوات الثلاثين المقبلة وما بعدها». ومن المتوقع أن يستقبل «اديبك 2014» نحو 60 ألف زائر من بينهم قادة قطاع الطاقة العالمي، وكبار صانعي سياسات الطاقة الدولية، وخبراء واصحاب اختصاص، وتقنيون، ومبدعون من أصحاب الابتكار، وباحثون، في ضوء توقعات بارتفاع الاستهلاك العالمي من الطاقة بنسبة 41 في المئة بين عامي 2012 و2035، وفقاً لتقرير «مشهد الطاقة للعام 2035» الصادر عن شركة «بريتيش بتروليوم» (بي بي) البريطانية. وتعتبر «أدنوك» من بين أكبر عشر شركات للنفط والغاز في العالم، وهي تنتج ما يزيد على 2.7 مليون برميل من النفط يومياً. وتستعدّ الشركة، خلال العام الحالي، لاستكمال مشاريع في مجالات النفط الخام والتكرير والغاز الطبيعي والبتروكيماويات، تبلغ قيمتها 40 بليون دولار، ما من شأنه تعزيز قدراتها في إنتاج الطاقة ودعم الاقتصاد الإماراتي. ونتيجة لتلك المشاريع من المتوقع أن تتضاعف قدرات دولة الإمارات في إنتاج للنفط الخام الى ثلاث مرات قياساً الى ما كانت عليه قبل 30 سنة. وكانت دولة الإمارات تنتج 1.1 مليون برميل يومياً عام 1984، وفقاً لمنظمة «أوبك»، فيما تتوقع «أدنوك» أن تتمكّن من زيادة إنتاجها من النفط إلى 3.5 مليون برميل بحلول عام 2017. وعلى خطّ موازٍ للزيادة في إنتاج النفط، ستزيد مساهمة النفط والغاز الطبيعي في الناتج المحلي الاجمالي لإمارة أبو ظبي أكثر من ثلاث مرات، لترتفع من 45.6 بليون دولار في 2005 إلى 149.7 بليون دولار عام 2035، وفقاً لما جاء في الخطة الاقتصادية المستدامة للإمارة، والمتمثلة في «رؤية أبو ظبي الاقتصادية» لعام 2030. وتعزيزاً لأواصر العلاقات التجارية في قطاع الطاقة بين بلدان منطقة الشرق الأوسط ودولة الإمارات، قررت «أديبك 2014» ان تنظم حملة ترويجية إقليمية في عشر دول، وكانت الدورة الماضية شهدت الاتفاق على أعمال تجارية قيمتها خمسة بلايين دولار، خصوصاً أن 39 في المئة من الزوار قدِموا للمشاركة نتيجة فرص التواصل التي أتيحت قبل الحدث. وتتوقع شركة «دي إم جي إيفنتس»، المنظمة لمعرض ومؤتمر «أديبك 2014»، ارتفاعاً في أعداد الزوار المرتقبين خلال تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، لتتجاوز أعدادَهم المسجلة في حدث عام 2013، والتي بلغت أكثر من 51 ألفاً، إلى جانب أعداد العارضين التي وصلت إلى 1362 عارضاً من 108 دول، و16 جناحاً وطنياً اشتمل عليها الحدث. وزيدت مساحة المعرض والمؤتمر في دورته المقبلة من 35 ألف متر مربع العام الماضي إلى 40 ألفاً في مركز أبو ظبي الوطني للمعارض، استجابة للطلب المرتفع من الشركات العارضة.