بدأت المعارضة السورية أمس اجتماعاً في اسطنبول لمناقشة تشكيل مجلس وطني يتوقع أن يضم معارضين من داخل سورية وخارجها، لتنسيق العمل ضد نظام الرئيس بشار الأسد، فيما قُتل شخصان برصاص قوات الأمن في حمص. وأفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) بأن الرئيس الأسد يجري اليوم لقاءً مباشراً في التلفزيون السوري. وينتظر أن ينتهي اجتماع المعارضة ظهر اليوم بإعلان تشكيل «المجلس الوطني السوري» الذي طرحت فكرته في حزيران (يونيو) الماضي. وقال منظمون إن عدداً كبيراً من الناشطين يشاركون في هذه الدورة الأولى للمجلس التي تعقد في فندق على الضفة الأوروبية من اسطنبول. وسيشكل المشاركون لجان عمل ويضعوا خريطة طريق يتم اتباعها لإسقاط نظام الأسد الذي يواجه عزلة دولية متزايدة. وقال الناشط الحقوقي المحامي ياسر طبارة الذي يقيم في الولاياتالمتحدة إن «الأولوية المطلقة بالنسبة إلينا هي سقوط نظام الرئيس الأسد... نحن هنا في اجتماع تشاوري لمناقشة إنشاء المجلس الوطني السوري الذي سيجمع كل شرائح المجتمع». وأشار مصدر تركي إلى أن إجراءات أمنية اتخذت لضمان أمن المشاركين وحسن سير اللقاء. وقال عضو المجلس عبيدة النحاس إن «المجلس الوطني السوري سيتألف من 115 الى 150 عضوا نصفهم أو اكثر سيكونون من داخل سورية والباقي من المنفى». ولفت إلى أن هذا المجلس الذي جاء ثمرة ثماني سنوات من العمل يفترض «أن يسمع المجتمع الدولي صوت الثورة السورية ومطالبها وأن يجسد تطلعات الثورة وأهدافها السياسية». وأوضح أن «سبعة أو ثمانية مكاتب» ستنبثق عن اجتماعات هذا المجلس تعنى ب «الشؤون الخارجية والتخطيط السياسي والاقتصاد والاعلام... الخ». ويأتي الاجتماع غداة إعلان المعارضة في بيان تأسيس «الهيئة العامة للثورة السورية» التي تضم نحو 44 مجموعة ولجنة تضم خصوصاً اللجان التنسيقية في المدن داخل سورية والمعارضين في الخارج «لتكون ممثلاً للثوار في كل انحاء سورية الحبيبة». واعتبرت الولاياتالمتحدة أن المعارضة السورية «أصبحت «أكثر تلاحماً وأكثر تمثيلاً للمجتمع السوري». وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند إن المعارضة أصبحت تضم علويين ودروز ومسيحيين ورجال أعمال وتجار وحتى ضباط تراجعوا عن ولائهم للاسد. ورأت أن هؤلاء المعارضين «بدأوا يعملون مع بعضهم في شكل افضل... لقد بدأوا التحدث عن الحاجة إلى وضع خارطة طريق، ونحن دعمنا هذا الهدف بوضع خارطة طريق لانتقالهم إلى مستقبل ديموقراطي». ميدانياً، قُتل متظاهران بنيران رجال الأمن في مدينة الرستن التابعة لريف حمص أمس بينما دخل رتل من المدرعات وتعزيزات أمنية إلى أحياء في حمص. وشنت الأجهزة الامنية حملة اعتقالات في اللاذقية غداة مقتل 34 شخصاً في قمع قوات الأمن لتظاهرات «جمعة بشائر النصر» التي عمت أنحاء البلاد. وخرجت جنازات حاشدة أمس لقتلى الجمعة في حماة وحمص وريف دمشق. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبدالرحمن ان «شخصين قتلا وجرح اخرون ظهر (أمس) عندما أطلق رجال الأمن النار على متظاهرين خرجوا بعد صلاة الظهر في مدينة الرستن». وذكر أن «رتلاً من المدرعات دخل فجراً الى حي الخالدية في حمص... كما وصلت تعزيزات أمنية إلى حيي بابا عمرو والانشاءات تضم 9 آليات بين شاحنة وسيارة محملين بعناصر مدججة بالسلاح». وأضاف أن «إطلاق الرصاص المستمر في حيي الانشاءات وبابا عمرو أسفر عن سقوط 8 جرحى على الأقل».