ريو دي جانيرو - أ ف ب - «السلام عليكم!»، يقولها عمر بينما يدخل مسجد «مسيكيتا دا لوز»، الأول في ريو دي جانيرو، الذي شارف بناؤه على الانتهاء في الضاحية الشمالية. إنها العبارة الوحيدة التي يعرفها باللغة العربية، وبعد التلفظ بها يتابع حديثه باللغة البرتغالية مع المؤمنين الآخرين داخل المسجد، وهم في غالبيتهم برازيليون مثله اعتنقوا الاسلام في البلد الكاثوليكي الأول في العالم. يرفض عمر الإفصاح عن اسمه المدني، ويكتفي بالكشف عن اسمه الاسلامي... عمر داوود بن ابراهيم. أما زوجته المحجبة فاطمة وكان اسمها ألساندرا ماريا، فتقول: «أرتدي الحجاب لأعلن عن هويتي الإسلامية، وأذكر كيف كانت أمي في البداية تموت خجلاً عندما تخرج برفقتي». وسيذهب عمر وفاطمة السنة المقبلة إلى المملكة العربية السعودية بفضل منحة من الحكومة السعودية «لتعلم العربية». بدأ بناء مسجد لوز في حي تيجوكا (شمال ريو) قبل أربع سنوات بتمويل من المؤمنين، وعند انتهائه سيتسع ل 400 شخص يأتون من أجل الصلاة. يقول الناطق باسم جماعة ريو المسلمة التي تأسست عام 1951، سامي إيسبال، إن «عدد المسلمين في تزايد مستمر، وغالبيتهم برازيليون يعتنقون الإسلام عبر الانترنت بشكل خاص». ويضيف: «تضم ريو حوالى 500 عائلة مسلمة تقريباً، 85 في المئة منها مؤلفة من برازيليين مهتدين ليست لديهم جذور عربية». ويختلف الوضع في ساو باولو وجنوب البرازيل، حيث يعيش معظم المسلمين الأصليين. لا توجد إحصاءات رسمية حول عدد المسلمين في البرازيل، حيث لا تؤخذ بالاعتبار إلا الديانات الكاثوليكية والإنجيلية واليهودية والروحانية والأفريقية البرازيلية. وبعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر)، زاد الاهتمام بالإسلام، وقرر كثيرون اعتناقه... فقد اعتُبر الإسلام شكلاً جديداً من أشكال المقاومة، على ما يوضح باولو بينتو، المتخصص في الإسلام في جامعة فلومينسي. ولكن ما أثار الاهتمام بالإسلام في البرازيل على وجه الخصوص، مسلسل تلفزيوني اسمه «أو كلونيه» (الاستنساخ)، بدأ عرضه بعد ثلاثة أسابيع بالضبط من اعتداءات العام 2001، اذ نشر المسلسل الشعبي الذي تدور أحداثه في المغرب «صورةً ايجابية عن الشرق، بفضل بطله الذي يؤدي دور مسلم محسن».