لندن، سنغافورة، طوكيو، الكويت، بنغازي (ليبيا) - رويترز، كونا - تراجعت أسعار النفط أكثر من 3 في المئة أمس، بعدما قتلت قوات أميركية زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن بعد عقد من العمليات العسكرية عبر آسيا الوسطى والشرق الأوسط. وانخفضت العقود الآجلة لخام القياس الأوروبي مزيج «برنت» 4.22 دولار إلى نحو 121.67 دولار للبرميل، قبل أن تتعافى قليلاً إلى 122.85 دولار، ليهبط المزيج من أعلى مستوى في 32 شهراً سجله الشهر الماضي عند 127 دولاراً للبرميل. وتراجع الخام الأميركي الخفيف 2.40 دولار إلى 111.53 دولار للبرميل. وأعلنت منظمة «أوبك» أن سعر سلة خامات نفطها، انخفض إلى 120.35 دولار للبرميل يوم الجمعة من 120.91 دولار للبرميل في الجلسة السابقة. وتركزت سوق النفط على ما إذا كان نبأ مقتل بن لادن سيساعد في تقليص علاوة الأخطار المفروضة على الأسعار بسبب الحرب في ليبيا والاضطرابات في الشرق الأوسط وشمال افريقيا. وحذر خبراء اقتصاد من «احتمال قيام القاعدة برد فعل عنيف في الأمد القريب بعد مقتل بن لادن»، لكن محللين استبعدوا أن «ينجح التنظيم في قطع إمدادات النفط». وكان النفط انخفض بالفعل قبل نبأ مقتل بن لادن بعدما تسببت هجمات جوية لحلف شمال الأطلسي في نهاية الاسبوع بمقتل أحد أبناء الزعيم الليبي معمر القذافي، وبعد أن أفادت مصادر نفطية بأن السعودية زادت إنتاجها من النفط في نيسان (أبريل) الماضي. ليبيا وأعلن مسؤول في مجال النفط، أن المعارضين الذين يسيطرون على شرق ليبيا عززوا إجراءات الأمن في الحقول النفطية، لكن الأمر يحتاج إلى إجراءات أخرى تستغرق وقتاً قبل أن يتمكنوا من استئناف تصدير الخام الذي يحتاجون إلى عائداته بشدة. وأوقفت شركة «الخليج العربي للنفط» التي يسيطر عليها المعارضون، الإنتاج من حقول المسلة والنافورة والسرير بعدما هاجم الموالون للزعيم الليبي معمر القذافي حقلي المسلة والسرير في مطلع نيسان الماضي. وكانت الحقول الثلاثة تنتج نحو 400 ألف برميل يومياً قبل انتفاضة المعارضة في منتصف شباط (فبراير)، على حكم القذافي المستمر منذ أربعة عقود. وصدّر المعارضون ثلاث شحنات من الخام منذ بدء الانتفاضة، وأصبحت منشأة التخزين في ميناء طبرق القريب من الحدود المصرية خاوية في الوقت الحالي. ويعتبر استئناف تصدير النفط حيوياً للمعارضة لتتمكن من الحصول على أموال لدفع الرواتب ومواصلة تشغيل الخدمات في المنطقة التي تسيطر عليها. وقال مدير شؤون الإعلام في «الخليج العربي للنفط» عبدالجليل معيوف إن «قوات تابعة للمعارضة مزودة أسلحة خفيفة انتشرت عند حقول النفط في شرق ليبيا، لكن الإنتاج لا يمكن استئنافه إلا بعد التأمين الكامل للحقول». وأضاف في تصريح إلى وكالة «رويترز»: «الشركة لا تهتم بإعلان تاريخ محدد لاستئناف الإنتاج لأن الأمر كله يتوقف على الأمن»، مؤكداً أن «الحقول ليست آمنة في الوقت الحالي ويجب الانتظار حتى تصبح مؤمنة مئة في المئة». وتابع: «الصادرات لن تستأنف إلا بعد معاودة الإنتاج من حقول النفط الشرقية». ووافق المجلس الوطني الانتقالي الذي شكلته المعارضة على إرسال قوات مسلحة تشمل حراساً مزودين بأسلحة خفيفة لتوفير التأمين الأساسي لحقول النفط. وقال معيوف إن ذلك «يهدف إلى حماية الحقول من السرقة على الأقل». وأوضح أن «التقارير الأولية تشير إلى أن القوات الموالية للقذافي ألحقت أضراراً جسيمة بحقل مصراتة، منها تدمير جهاز ضغط الغاز الرئيس الذي يستخدم لدفع النفط. وتنتظر الشركة تقريراً عن الأضرار يتولى إعداده فريق للتقويم الفني». وتابع: «بعد الانتهاء من إعداد التقرير يجب إصلاح كل شيء وجلب معدّات نفطية ليست متوافرة في ليبيا»، مقللاً من شأن تقارير أفادت بأن التصدير من الشرق يمكن أن يبدأ خلال أسابيع. وقال: «ثمة أمور كثيرة ينبغي إنجازها قبل ذلك». وأوضح أن الشركة «لا تزال على اتصال بمشترين محتملين، منهم قطر» التي تولت من قبل تسويق نفط خام صدرته المعارضة الليبية. إلى ذلك، أفاد مصدر تجاري في طوكيو أمس، بأن «قطر أخطرت مشترياً آسيوياً واحداً على الأقل بأنها ستورد كامل كميات الخام البحري والبري المتعاقد عليها لحزيران (يونيو)، أي من دون تغيير عن مستويات أيار (مايو)» . وأوضح المصدر أن «قطر منحت المشترين خيار طلب شحنات تزيد أو تقل خمسة في المئة عن الكميات المتعاقد عليها كما فعلت في الشهر السابق». وأعلنت «مؤسسة البترول الكويتية» أمس أسعارها الجديدة لغاز البترول المسيّل (البروبان والبيوتان) للشهر الجاري. وأفادت المؤسسة في بيان بأن «غاز (البروبان) سيباع ب 945 دولاراً للطن المتري الواحد خلال أيار، مرتفعاً 70 دولاراً مقارنة ب 875 دولاراً في نيسان (أبريل) الماضي. وأن غاز (البيوتان) سيباع ب 995 دولاراً للطن المتري الواحد خلال الشهر الجاري مرتفعاً 105 دولارات مقارنة ب 890 دولاراً خلال الشهر الماضي». وكانت مصادر في صناعة النفط أفادت بأن شركة «أرامكو السعودية» حددت سعر عقد البروبان للشهر الجاري ب 945 دولاراً للطن بزيادة 70 دولاراً عن الشهر الماضي، كما رفعت سعر البوتان 105 دولارات مقارنة ب 995 دولاراً. وتتأثر اسعار غاز البترول المسيّل (البروبان والبيوتان) بأسعار النفط العالمية التي تعتبر المحدد الرئيس لأسعار هذه المواد، إذ استطاعت الثانية خلال الأسابيع الأخيرة ملامسة أرقام قياسية جديدة ليرتفع سعر برميل النفط فوق مستوى 120 دولاراً. كما تأثرت أسعار غاز البترول المسال في الأسابيع الماضية بانخفاض قيمة الدولار أمام العملات الرئيسة، ما أدى الى ارتفاع اسعاره، إضافة الى الاضطرابات السياسية التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع وجود مخاوف في شأن نقص الامدادات من المنطقة الى بقية دول العالم، مع تصاعد وتيرة الأحداث في ليبيا ثالث أكبر منتج للنفط في أفريقيا وامتداد الاضطرابات الى دول اخرى. وتنتج ليبيا نحو 2 في المئة من الانتاج اليومي العالمي ويتميز نفطها بنوعيته الممتازة ويسمّى خام «السدر» أو النفط الخفيف «الحلو».