أشهر قليلة وتعلن القائمة القصيرة للجائزة الدولية للرواية العربية التي باتت تعرف باسم «بوكر العربية». ويزداد توقع اقتناص مصر فيها فرصاً كبيرة. لكن البارز أن ترشيحات البوكر هذا العام بدت مرتبكة في مصر، بل شديدة الارتباك. ولعل التفاعلات السياسية في البلاد شغلت الجميع، كتاباً وناشرين. بعضهم مثل الناشر محمد هاشم صاحب دار ميريت، فضل البحث عن أفضل ما أصدره العام الماضي على الانسحاب أو عدم المشاركة في الجائزة الأكثر جدلاً عربياً، وآخرون نصبوا الثورة بوصلة لاختياراتهم. أما الملمح الأكثر حضوراً فهو تنازع الوجوه والأسماء نفسها على الترشح للجائزة كل عام. يبوح محمد هاشم ل «الحياة» باضطراره إلى المشاركة على رغم ضيق الوقت، وقد رشح ثلاث روايات هي: «خمارة المعبد» لبهاء عبدالمجيد و «كائنات الحزن الليلية» لمحمد الرفاعي و «أوجاع ابن آوى» لأحمد مجدي آدم. وهي أعمال صدرت مع نهاية العام الماضي. قلق هاشم لا علاقة له بمضامين أو مستوى تلك الأعمال، إنما يعلل بأن طموحه أكبر، والأمر قد يتعلق بشخص محمد هاشم نفسه الذي لم يهدأ تأثره أخيراً بالأحداث أثناء 25 كانون الثاني (يناير) وبعدها، ومن الأكيد، وفق تعبيره، كان «الذهن غير صاف». دار «العين» للنشر تبدو أكثر تخطيطاً وتجهيزاً، ويتضح ذلك من الترشيحات. وتعبر مديرة الدار فاطمة البودي عن آمالها الواثقة بعض الشيء في حصد بوكر 2012. هذا العام وللمرة الثانية على التوالي تختار البودي خالد البري في روايته الجديدة «العهد الجديد» لتدخل بها المنافسة على الجائزة هذا العام، بعدما وصلت روايته «رقصة شرقية»، الصادرة عن الدار نفسها العام الماضي، إلى القائمة القصيرة. وقد أصبح التجهيز المسبق ومسابقة الوقت في الكتابة من أجل اللحاق بالموسم أمراً معروفاً في مثل هذه الظروف. رشحت دار «العين» كذلك «ثلاث برتقالات مملوكية» للروائي حجاج أدوّل و «عناق عند جسر بروكلين» لعز الدين شكري الذي شغل منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة لفترة قصيرة، وكانت صدرت لشكري عام 2008 رواية «غرفة العناية المركزة» عن دار «شرقيات» ورشحتها الدار للجائزة نفسها في ذلك العام. دار «الشروق» تتعامل إعلامياً بلا اكتراث، وتقول رحاب بسّام المسؤولة عن النشر إن الدار شاركت في «البوكر» بروايات عدة: «الطغرى» ليوسف رخا و «النبطي» ليوسف زيدان، ورواية حمدي عبدالرحيم «سأكون كما أريد». دار «الدار» اشتركت كما يقول صاحبها الروائي مكاوي سعيد بروايتين هما: «فارس كور» لمحمد زهران المخرج التلفزيوني و «قلب الليل» للروائي براء الخطيب. أما مكتبة «مدبولي» فرشحت «المغنى القديم» لنعيم صبري و «رماد أنثى» لندى شعلان وهي يمنية الأصل و «شاهد ملك» لمحمد جعفر. وتلتحق دور للمرة الأولى بموسم هذا العام لأنها حديثة التأسيس، ومنها دار «روافد» التي يشارك صاحبها إسلام عبدالمعطي بروايتي «شارع بسادة» لسيد الوكيل و «كادرات بصرية» لمحمود الورداني. ودار «عرب» رشحت «إيموز» لإسلام مصباح. أما دار «دوّن» فشاركت برواية «2025 النداء الأخير» لمصطفى الحسيني. وجاء في التعريف ببعض تلك الأعمال أنها كتبت قبل الثورة وتنبأت بها.