تضم بعثة جنوب أفريقيا إلى بطولة العالم لألعاب القوى المقررة من 27 آب (أغسطس) الجاري إلى 4 أيلول (سبتمبر) المقبل في مدينة دايغو الكوري الجنوبية العداءة كاستر سيمينيا التي أثارت جدلاً كبيراً بعد فوزها في سباق ال800م خلال النسخة السابقة من مونديال "أم الألعاب" قبل عامين في برلين، إذ "أوقفت موقتاً" للتأكد من تمتعها بخصائص الأنوثة. لكن جديد هذه البعثة هو عداء ال400م أوسكار بيستوريوس، ذو "الأنصال المعدنية" بعدما بترت ساقاه من مستوى الركبة وهو في سن الحادية عشرة بسبب مرض خلقي. فقد ربح بيستوريوس حرباً طويلة ليتمكن من منافسة عدائين "أصحاء" في المسابقات الرسمية. وحقق قبل أسابيع الرقم التأهيلي للمونديال إذ إجتاز مسافة السباق بزمن مقداره 45.07 ثانية في لقاء لوغانو السويسري الدولي. وهو رقم يحتل المرتبة ال21 في القائمة العالمية، والخامسة في نهائيات أولمبياد بكين 2008، والرابعة في مونديال برلين 2009. علماً أن بيستوريوس إستهل الموسم الحالي بتسجيله 46.02 ثانية. سيكون "ذو الأنصال" أول عداء مبتور الساقين يخوض بطولة العالم "العادية" بعدما ربح قضيته وفاز بقرار من محكمة التحكيم الرياضي. وكان بيستوريوس (24 سنة) حقق ظهوره العالمي الأول عام 2007، وطلب من الإتحاد الدولي لألعاب القوى الإذن بمنافسة الأصحاء، فحوّل الأخير طلبه إلى لجنة خبراء وعلماء أفتت أن الأنصال الكربونية التي "ينتعلها" بدلاً من الساقين المبتورين تمنحه أفضلية من ناحية مفعول "الرفاص" فيهما وتوفيره 25 في المئة من الجهد والطاقة مقارنة بمنافسيه (...). لكن الاتحاد الدولي، وبحسب أمينه العام بيار فايس، رضخ للفتوى القانونية الصادرة عن محكمة التحكيم الرياضي عام 2008. فباتت مشاركة بيستوريوس قانونية شرط تحقيقه الأرقام التأهيلية المطلوبة أسوة بالباقين. وهو ما لم يقو عليه ليضمن المنافسة في الدورة الأولمبية عام 2008 وبطولة العالم 2009. وجاء الفرج في لقاء لوغانو أخيراً، حيث عزز بيستوريوس رقمه الشخصي ب54 في المئة من الثانية. وسينطلق ليقارع الكبار في دايغو بعدما توّج بطلاً بارالمبياً 4 مرات. هكذا سيشكّل بيستوريوس سابقة في "أم الألعاب"، مكرراً إنجاز مواطنته السباحة ناتالي دي توا التي أحرزت بساق مبتورة لقب بطولة العالم خمس مرات، ثم خاضت "المنافسة العادية" في "السباق المفتوح" لمسافة 10 كلم في دورة أثينا الأولمبية عام 2004، وحلت في المركز ال16. بيستوريوس نجم وبطل بفضل إرادته قبل مهارته وأرقامه المتقدمة. وقد عبّر عن سعادته بالتأهل للمونديال بعد "نضال"، وإحتفل بحمل ماركة عطور عالمية لإسمه. وسينطلق في دايغو متحرراً من الضغوط لأنه حقق حلمه. ولا يخشى بيستوريوس الا هطول المطر خلال السباقات ما يحوّل المضمار زلقاً. كما تعيق إندفاعه المنعطفات الحادة. وهذان الأمران لا يناسبان أنصاله الكربونية وتماسكها على الأرض.