جميل أن تتناول طعامك على شاطئ البحر أو في أحد مطاعم جدة الفاخرة على جنبات كورنيشها. أما أن تتناول مائدتك وأنت معلق على ارتفاع 50 متراً بين السماء والأرض، فهذا أمر غريب يدعو للتوقف عنده، وهو ما حدث للمرة الأولى في المحافظة، حيث تنصب الموائد على ارتفاع 50 متراً فوق سطح الأرض، الأمر الذي دفع الباحثين عن الإثارة والمغامرة إلى ارتياد المطعم المعلق لتناول طعامهم بشهية امتزجت بصيحاتهم تارة وبالخوف من المرتفعات تارة أخرى. ووقفت «الحياة» لرصد التجربة التي يخوضها رواد المطعم الذي يعتبر الأول في العالم من ناحية تصميمه الذي يراعي التقاليد والخصوصية السعودية والثامن والأربعين من جهة فكرته ومضمونه، في حين تتسع مساحته ل 36 زائراً يتوزعون على ثماني موائد متصلة بالمطبخ الرئيس الذي ينتصف المطعم، ويحلق عن الأرض بواسطة كابلات فولاذية مرتبطة برافعة تسحب المطعم كاملاً عن سطح الأرض. وتستخدم في المطعم مقاعد شبيهة بمقاعد الألعاب «الافعوانية» في شكلها، وما إن يجلس عليها الراكب حتى يبدأ فريق السلامة بربط الراكب في المقعد بواسطة أحزمة أمان. وأوضح المدير التنفيذي لمطعم عشاء في السماء يحيى الإرياني ل «الحياة» أنهم حرصوا على استقطاب المطعم المعلق للسعودية بهدف دعم السياحة ومهرجان جدة غير، وإمتاع سكان وزوار عروس البحر الأحمر بالإثارة والمغامرة، مضيفاً «المطعم يحلق برواده إلى ارتفاع يجعل من هذه التجربة ذكرى لا تنسى، وأصبح للمطعم زبائن دائمون يرغبون في الاستمتاع بتناول طعامهم ومشاهدة كورنيش جدة من علو 50 متراً عن سطحه». واستقطب المطعم المعلق أعداداً كبيرة من سكان وزوار مدينة جدة، الساعين إلى تجربة تناول الطعام والإثارة، وتقول حنان العمودي وهي إحدى زائراته ل «الحياة»: «بمجرد سماعي بفكرة المطعم المعلق قررت على الفور أن أخوض تجربته وزوجي، لنكسر روتين تناول الطعام في المطاعم العادية، وأيضا للشعور بالإثارة التي قد لا نجدها إلا من خلال الأفعوانيات الشبيهة في الملاهي». وأضافت: «في بادئ الأمر وحين بدأ المطعم بالتحليق شعرت بالخوف ورغبت في إخبار زوجي بالعزوف عن هذه التجربة، ولكن رغبتي في خوض المغامرة بمشاركة زوجي جعلتني أحبس أنفاسي والاستمرار من دون البوح بمخاوفي». أما شيماء سرحان فتقول ل «الحياة»: «أعتقد أن صراخي وصل إلى مسامع سكان جدة كلها، فما إن بدأ المطعم في الارتفاع حتى بدأت في الارتباك والهلع، ما جعلني أصرخ بأعلى صوتي مطالبة بالنزول، ولكن والدي والطبيب أخذا في تهدئتي وطالباني بالاسترخاء وأخذ الأنفاس العميقة وعدم النظر للأسفل، الأمر الذي ساعد في تهدئتي وسرعان ما بدأت الاستمتاع بالرحلة والانخراط في تناول الطعام». وزادت: «لا أظنني سأخوض التجربة مرة أخرى ولكنها تستحق المجازفة، فمنظر الكورنيش من ارتفاع 50 متراً لا يقاوم». يذكر أن المطعم يراعي وسائل السلامة القصوى، إذ ضاعف القائمون عليه عدد الكابلات الفولاذية وحرصوا على وجود طبيب عام باستمرار يسأل مرتادي المطعم عن حالهم الصحية، مثل: الضغط والسكر ورهاب المرتفعات قبل صعودهم على كراسي التحليق، وأيضاً يقوم بمرافقة المطعم في رحلاته كافة للتأكد من الحال الصحية لكل شخص والسؤال باستمرار عن أي تغير في حالهم النفسية والعصبية.