تجتمع اليوم الدول الأعضاء في «منظمة الأغذية والزراعة» (فاو) التابعة للأمم المتحدة في مقر المنظمة في روما، مع الشركاء في المجالين الإنساني والتنموي بهدف تعزيز استجابة المجتمع الدولي للوضع الغذائي المتدهور في منطقة القرن الأفريقي. وسيطلع المجتمعون على تطورات الوضع والاحتياجات وثغرات الأزمة، فضلاً عن تحديد برامج ومشاريع وإجراءات ملموسة أخرى من قبل الحكومات في منطقة القرن الأفريقي وشركائها في المجالين الإنساني والتنموي، ما يساهم في معالجة الحاجات الفورية وأسباب الأزمة. ويأتي هذا الاجتماع بعد الاجتماع الوزاري الطارئ الذي عقد في مقر «الفاو» في 25 تموز (يوليو) الماضي حول منطقة القرن الأفريقي. ووصف رئيس اللجنة القانونية والدستورية في «فاو» سفير العراق لديها، حسن الجنابي، حال الجوع والجفاف بأخطر المجاعات في التاريخ، موضحاً أن الفرق يتمثّل في حجم الضحايا. وكانت حالات الجفاف، خصوصاً في الصومال، تتكرّر كل عشر سنوات تقريباً، في حين أصبحت الآن تتكرر كل سنتين تقريباً وبقوة أكبر. ويعزو علماء ذلك إلى التغيّرات المناخية، فيما كل النماذج الحسابية التي تحاول دراسة التغيّر المناخي تتنبأ بأن هذه المنطقة تتعرض لحالات جفاف متزايدة وأكثر شدة. وزاد عدد الضحايا الذين سقطوا أو نزحوا من مناطقهم على 12 أو 13 مليون نسمة، ما يُعتبر رقماً كبيراً في منطقة يموت يومياً الآلاف من سكانها ويُهجّر الملايين. إلا أن ما يمّيز هذه الحال عن سابقاتها هو أن المجتمع الدولي والمنظمات الدولية أصبحت أكثر وعياً وتنادت إلى تقديم المساعدة في وقت أبكر. ورأى الجنابي أن قدرة استخدام أنظمة الإنذار المبكر لبعض المنظمات الدولية، خصوصاً المعنية بالمعونات الدولية مثل برنامج الغذاء العالمي و»فاو»، أتاح تقديم مساعدات مباشرة وبسرعة إلى المناطق المتضرّرة والتي تشهد جفافاً، معتبراً أن مجموعة العشرين أصبحت، بعد سلسلة من الاجتماعات، في وضع يسمح لها بالتدخّل المباشر والعاجل لتقديم المساعدات إلى الضحايا. إلى ذلك، أوردت وكالة «فرانس برس» أن «منظمة التعاون الإسلامي» عقدت أمس اجتماعاً طارئاً في إسطنبول للبحث في المجاعة، وخصوصاً في الصومال، التي يزور عاصمتها مقديشو غداً رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لتقديم مساعدات للضحايا. واجتمع وزراء خارجية الدول الإسلامية ال57 الأعضاء في المنظمة برئاسة رئيسها التركي اكمل الدين إحسان أوغلو لمناقشة سبل زيادة الأموال المخصصة لمساعدة الدول التي تعاني من الجفاف والجوع. وسيتجه أردوغان ووزير الخارجية داوود أوغلو إلى مقديشو لتوزيع المساعدات، في حين كانت تركيا أرسلت خلال رمضان ثلاث طائرات إلى الصومال محملة بعشرات الأطنان من المواد الغذائية والأدوية. ووصلت قيمة التبرعات المالية التي جمعت إلى 80 مليون يورو، بحسب ما أعلنت أمس إدارة الحالات الطارئة.