روما - أ ف ب - تجتمع اليوم «منظمة الأممالمتحدة للتغذية والزراعة» (فاو) في روما لمساعدة نحو 12 مليون شخص يعانون من الجفاف ولتفادي مجاعة قاتلة في القرن الأفريقي. وأعلنت الأممالمتحدة أن عشرات آلاف الأشخاص قضوا خلال الأسابيع الأخيرة نتيجة الجفاف الذي يجتاح الصومال وأثيوبيا وكينيا وجيبوتي والسودان واوغندا. ودعا أمينها العام بان كي مون إلى جمع 1.6 بليون دولار للصومال فقط، محذراً من أن «أي تأخير قد يؤدي إلى مزيد من القتلى»، في حين لم تحصل وكالات الأممالمتحدة سوى على نصف الأموال الضرورية لبرامج المساعدة. ويعاني من الأزمة 3.7 مليون شخص، أي نحو نصف سكان الصومال، التي أعلنت الأممالمتحدة منطقتين من جنوبها في وضع مجاعة وتحدثت عن «أخطر أزمة غذائية في إفريقيا» منذ 20 سنة. وأعلنت مديرة «برنامج الأغذية العالمي» جوزيت شيران قبل أيام من مقديشو أن منظمتها ستنشىء «خلال الأيام المقبلة جسرا جويا» لتقديم مساعدة غذائية، خصوصاً لأطفال العاصمة الصومالية. وطلبت «فاو» وحدها 120 مليون دولار إضافية للقرن الإفريقي، منها 70 مليوناً للصومال و50 لأثيوبيا وكينيا وجيبوتي واوغندا. ووعدت المفوّضة الأوروبية للمساعدة الإنسانية كيتالينا جورجييفا بمنح 40 مليون دولار إضافية، وسبق وقدّم الاتحاد الأوروبي 70 مليون يورو. وإضافة إلى الجفاف والحرب الأهلية التي دفعت بمئات آلاف الصوماليين إلى النزوح من ديارهم، تفاقمت الأزمة نتيجة ارتفاع أسعار الوقود والمواد الغذائية. ويرى خبراء «فاو» أن الذرة الصفراء والبيضاء بيعت الشهر الماضي في مقديشو بأسعار قياسية بلغت 660 و670 دولاراً للطن، أي بزيادة 106 و180 في المئة. ويشارك في الاجتماع وزير الزراعة الفرنسي برونو لومير والمدير العام ل»فاو» جاك ضيوف ووزراء من جيبوتي وجنوب السودان واوغندا وآخرون. إلى ذلك، صرّحت مديرة العمليات الطارئة في «فاو» كريستين امارال في حديث إلى وكالة «فرانس برس» أن حدوث مجاعة في القرن الحادي والعشرين أمر «غير أخلاقي». ورداً على سؤال حول المقارنة بمجاعة الثمانينات والتسعينات، أكدت أن «لجهة الوفيات، لم نصل بعد إلى المستوى المأسوي لعام 1981 أو 1991، خصوصاً أن قدراتنا تطوّرت اليوم، لكننا نخشى تفاقم الوضع إذا لم نتصرف بسرعة». وعزت استمرار المآسي في القرن الإفريقي إلى عدم حصول استثمارات كافية في النظام الإنتاجي، كما لم تعطَ الأبحاث والتغيرات المرافقة للجفاف اهتماماً كافياً. وشدّدت على ضرورة الاهتمام بشركات تربية المواشي وتعليمها المحافظة على صحة حيواناتها خلال فترة الجفاف، مؤكدة استحالة خروج السكّان من دوامة الجفاف خلال سنة اواثنتين. وعن الوصول إلى جنوب الصومال الذي يقع تحت سيطرة حركة الشباب التي تمنع وصول المنظمات الإنسانية، أكدت أن «من دون الوصول إلى جنوب الصومال، نكون قد ساعدنا فقط اللاجئين الذين يصلون إلى كينيا وأثيوبيا، في حين ان هناك نحو 3,7 مليون شخص يعيشون في حال أسوأ». وكشفت عن «مفاوضات أجراها فاعلون في الصومال والمنطقة مع الحركة التي قطعت وعوداً، لكن ذلك ليس كافياً، فنحن نأمل في أن تتطور المفاوضات السياسية وان يدفع الوضع الإنساني المجموعات في الصومال إلى التفاوض بهدف تسهيل وصول المساعدات». وشدّدت على أن «الحل يتوقف، على المدى الطويل، على الصوماليين، الذين يجب أن يقودوا عملية سلام وحوار بين مختلف القوى السياسية، إذ أن من دون سلام وديموقراطية لا يمكن وضع حد للمجاعة». ورداً على سؤال حول توقعاتها عن اجتماع اليوم، قالت: «هذا اجتماع وزاري طارئ تمت الدعوة إليه بسبب تفاقم المجاعة، ويهدف أساساً إلى جذب اهتمام قادة العالم وكل أعضاء الفاو، كما أنه نداءً إلى السياسيين لينكبوا على دراسة جذور مشكلة انعدام الأمن الغذائي، إضافة إلى أنه اجتماع حول الجفاف، فنحن بحاجة إلى استثمارات على المدى الطويل تتيح للسكان العيش خلال فترات الجفاف، كما سنناقش مسألة ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمحروقات». وأكدت وجود فجوة في مجال الأموال التي وعدت بتقديمها الدول الأعضاء في «فاو» تبلغ 135 مليون دولار، وجمع الأموال لا ينجح إلا عندما نجذب اهتمام وسائل الإعلام». وختمت بالقول: «أصبحت الحرب أمراً روتينياً في الصومال، فلا أحد يتحدث عن هذا البلد إلا بسبب قراصنته».