أعرب مسؤولون ومثقفون ونشطاء فلسطينيون عن غضبهم الشديد من قيام الجيش السوري بقصف مخيم الرمل القريب من اللاذقية. ووصف أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه القصف بأنه «عملية تهجير وحشية». وقال ل «الحياة»: «النظام السوري يقتل شعبه ويمارس أبشع أنواع القمع والتهجير التي لا أعرف مثيلاً لها في العصر الحديث». وقال عبد ربه إن النظام السوري يعمل على قصف المخيم بهدف تهجير الناس للبحث عن المنتفضين المتواجدين في أحياء الفقر المحاذية للمخيم. وقال مسؤول ملف اللاجئين في منظمة التحرير الدكتور زكريا الآغا: «نطالب الحكومة السورية تحييد اللاجئين الفلسطينيين والسماح لوكالة الغوث بدخول المخيمات الفلسطينية». واضاف إن منظمة التحرير تجري إتصالات مع الهيئة الرسمية السورية المسؤولة عن المخيمات ومع وكالة الغوث لهذا الغرض. وذكر ان «الوكالة تحاول الدخول الى المخيم ونحن على اتصال دائم مع المسؤولين فيها». وأفردت وسائل الاعلام الفلسطينية مساحات واسعة في الأيام الأخيرة لتغطية أنباء الهجوم على مخيم الرمل الذي يحمل أيضاً إسم مخيم اللاذقية، والضحايا الذين سقطوا، بخاصة الطفلة علا الجيلاني التي قتلت وأصيب والدها واعتقل أثناء هروبهم من المخيم تحت القصف. وأقيم مخيم الرمل عام 1952 على مساحة مقدارها 22 ألف متر مربع من مدينة اللاذقية. ويبلغ عدد سكانه حوالى 11 ألف نسمة، يتحدرون من مدينة حيفا الساحلية. ويعيش في سورية حوالى نصف مليون لاجئ يتوزعون على عشرة مخيمات رئيسية وعدة مخيمات أخرى غير رسمية. ونظم عدد من النشطاء الليلة قبل الماضية اعتصاماً جماهيرياً وسط مدينة رام الله شارك فيه مئات المواطنين. ورفع المشاركون شعارات تطالب بوقف قصف التجمعات السكانية بما فيها المخيمات الفلسطينية. وحذر مسؤولون فلسطينيون من قيام النظام السوري باستخدام منظمات فلسطينية موالية له في الصراع الدائر في سورية. وقال عبد ربه إن الفلسطينيين في سورية رفضوا الانحياز ضد إخوتهم السوريين. وأضاف: «النظام السوري حاول إستخدام بعض أدواته الفلسطينية لكن أبناء الشعب الفلسطيني في سورية رفضوا ذلك كما حدث في مخيم اليرموك».