قال شهود عيان إن دبابات سورية واصلت الإثنين ولليوم الثالث على التوالي قصف أحياء سكنية في مدينة اللاذقية المحاصرة وأن حصيلة القتلى منذ بداية الهجوم قد ارتفعت إلى نحو 40 قتيلا في هذه المدينة الساحلية التي تشهد احتجاجات شعبية. وأكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن أكثر من خمسة آلاف لاجىء فلسطيني فروا من مخيم الرمل في اللاذقية هربا من القصف . وقال الناطق باسم الاونروا كريس غونيس ان «آلاف اللاجئين فروا من المخيم، هناك عشرة آلاف لاجىء هرب أكثر من نصفهم .. يجب أن ندخل الى هناك ونعرف ما الذي يحصل». ومثلما حدث في المدن الأخرى التي هاجمتها القوات السورية قال سكان إن الدبابات والعربات المدرعة انتشرت حول أحياء المعارضة وقطعت الخدمات الأساسية قبل المداهمات والاعتقال والقصف. واستعرت المظاهرات ضد حكم الأسد ليلا في أحياء تسكنها أغلبية سنية في اللاذقية مثل الصليبية في وسط المدينة والرمل الفلسطيني والشعب على شاطئها الجنوبي. ويقول سكان إن الجنود تدعمهم الدبابات يحاصرون مناطق في المدينة منذ شهور مع تراكم القمامة وانقطاع الكهرباء بشكل متواتر. وذكر شاهد عيان وهو طالب جامعي ان 20 ألف شخص في المتوسط يتظاهرون يوميا للمطالبة بانهاء حكم بشار الأسد في مناطق مختلفة من المدينة بعد صلاة التراويح. وعلى عكس معظم المدن السورية الأخرى التي تقطنها غالبية سنية توجد أعداد كبيرة من العلويين في اللاذقية لقربها من جبال العلويين إذ شجع الأسد وأبوه على ترك مناطقهم الجبلية التقليدية وقدما لهما أراضي رخيصة ووظائف في القطاع العام وأجهزة الأمن. ولميناء اللاذقية أهمية كبيرة بالنسبة الى هيمنة عائلة الأسد على الاقتصاد حيث كان الراحل جميل الأسد عم الرئيس بشار يسيطر فعليا على الميناء وتولى من بعده جيل جديد من أفراد العائلة وأصدقائهم السيطرة على المنشأة. وينتمي الأسد الى قرية القرداحة التي تقع على بعد 28 كيلومترا جنوب شرقي اللاذقية والتي دفن فيها والده الرئيس الراحل حافظ الاسد. وذكر شاهد عيان أن نحو 20 ألف شخص يتظاهرون يوميا بعد صلاة التراويح في اللاذقية للمطالبة بانهاء حكم الأسدوقالت منظمات حقوقية إن قوات الأسد هاجمت قرى في سهل الحولة شمالي حمص أمس وقامت بعملية تمشيط للمنازل واعتقالات كما قامت بعمليات تمشيط مماثلة في ريف حماة. وقال ناشط «نظام الأقلية يلعب بالنار. نحن نقترب من الوصول الى مرحلة سيحمل فيها الناس في الشارع أي سلاح يقع في أيديهم ويقاتلون بدلا من أن تطلق عليهم النار أو يعتقلوا أو يتعرضوا للإذلال.» وأضاف «نحن نشهد حربا أهلية في سوريا لكنها من جانب واحد. الأمل هو أن تسقط احتجاجات الشوارع والضغط الدولي النظام قبل أن يقتل المزيد من السوريين ويدفعهم الى حمل السلاح.» وفي مؤتمر صحفي عقده مساء الاثنين في أنقرة، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إنه لم يتم خلال زيارته الأسبوع الماضي إلى سوريا إعطاء النظام السوري أي فرصة أو وقف للعمليات العسكرية. وأوضح أنه جرت اتصالات على جميع المستويات في النظام السوري منذ الاربعاء الماضي، وتحدثنا معهم حول ضرورة وقف جميع العمليات العسكرية، ولكن دون جدوى، فلم تتوقف العمليات بل زادت. وختم أوغلو بالقول إنه من الآن فصاعداً ننتظر من النظام السوري وقف العمليات فوراً ونريد أن يعرف النظام السوري والمجتمع الدولي ذلك. وقال إنه لا يمكن تبرير ما حدث من خرق وانتهاكات لحقوق الانسان، وما يحدث للشعب السوري يجب وقفه فوراً، ودعا لسحب جميع المظاهر العسكرية من المدن مؤكداً أن هذه كلمة تركيا الأخيرة. في رام الله بفلسطين المحتلة، أعربت منظمة التحرير الفلسطينية الاثنين عن «ادانتها الشديدة» لاقتحام القوات السورية مخيم الرمل الفلسطيني في مدينة اللاذقية وقصفه و»تهجير سكانه»، واصفة ما يجري ب «الجريمة ضد الانسانية». وقال امين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه «إننا ندين بشدة عمليات القوات السورية في اقتحام وقصف مخيم الرمل الفلسطيني في اللاذقية وتهجير سكانه». وأضاف «نحن نعتبر أن هذا العمل يشكل جريمة ضد الإنسانية تجاه أبناء الشعب الفلسطينيوأشقائهم السوريين الذين يتعرضون لهذه الحملة الدموية المستمرة».