احتجزت الشرطة الهندية نشطا مسنا اليوم الثلاثاء قبل ساعات من قيامه بإضراب عن الطعام حتى الموت للمطالبة بتشديد قوانين مكافحة الفساد في حملة هزت أركان الحكومة التي تواجه بالفعل انتقادات قوية. واقتاد أفراد في الشرطة يرتدون الزي المدني الناشط انا هازاري البالغ من العمر 74 عاما والذي أخذ يلوح إلى المئات من أنصاره كانوا محتشدين أمام منزله. وقال متحدث باسم الشرطة إن هازاري وأربعة آخرين وضعوا رهن "الاعتقال الوقائي" لضمان ألا ينفذوا تهديدهم بالاحتجاج في دلهي. ولم توجه اتهامات حتى الان. وأصبح هازاري يمثل تحديا جديا لسلطة الحكومة الهندية بزعامة حزب المؤتمر في فترتها الثانية في السلطة مع سعيها للخروج من سلسلة فضائح فساد واعتقاد أنها فوق المساءلة بينما يعاني ملايين الهنود من ارتفاع كبير في أسعار الغذاء. وقال هازاري في كلمة بثها موقع يوتيوب "بدأ الكفاح الثاني للحرية.. إنه نضال من أجل التغيير. وإذا لم يحدث تغيير فلن توجد حرية ولا ديمقراطية فعلية ولا جمهورية حقيقية ولا حكم حقيقي للشعب". وأضاف "يجب ألا تتوقف الاحتجاجات. حان الوقت الذي يجب ألا يوجد فيه موطئ قدم بأي سجن في البلاد." وتأجلت جلسات البرلمان بمجلسيه بعدما احتجت المعارضة على احتجاز هازاري وكبار مساعديه والذي بدا انه مؤشر على موقف أكثر صرامة لرئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ من الاحتجاجات المناهضة للحكومة. وضيقت الفضائح التي تشمل دفع رشى في صفقة اتصالات على نحو ربما كبّد الحكومة 39 بليون دولار الخناق على أجندة الإصلاح التي قدمتها حكومة سينغ وأدت إلى تراجع ثقة المستثمرين في الاقتصاد الهندي وأربكت البرلمان في وقت يعاني فيه الاقتصاد الذي يصل حجمه إلى 1.6 تريليون دولار من التضخم وارتفاع أسعار الفائدة. وذكر متحدث باسم الشرطة أنه تم احتجاز ما بين 250 و300 من أنصار هازاري أيضا اليوم بينما كانوا يحاولون تنظيم الاحتجاج الذي ينادي بمكافحة الفساد. وكانت الشرطة قد رفضت أمس السماح لهازاري بالاضراب عن الطعام بالقرب من ملعب للكريكيت لأنه رفض إنهاء إضرابه في غضون ثلاثة أيام وضمان ألا يشارك فيه أكثر من خمسة آلاف شخص.