طهران، تل أبيب – «الحياة»، أ ف ب – دعت المعارضة في ايران الى محاكمة علنية لزعيميها مير حسين موسوي ومهدي كروبي، الموضوعين مع زوجتيهما في إقامة جبرية منذ شباط (فبراير) الماضي. واعتبر أرديشير أمير أرجمند، وهو مستشار لموسوي يقيم خارج ايران، أن التصريحات المتناقضة للمسؤولين الايرانيين في شأن إمكان محاكمة موسوي وكروبي، دليل على إرباكهم. وقال: «الطابع القضائي في المشكلة واضح. إذا وُجهت اتهامات الى شخص، يجب إبلاغه بها وتنظيم محاكمة عادلة له والسماح له بالدفاع عن نفسه، وإما تُرفض الدعوى أو يُدان ويصدر حكم في حقه». وأضاف: «لكن لم يحدث شيء من ذلك، ولم يبدِ أحد استعداداً لتحمّل مسؤولية قانونية، في طريقة شفافة، في شأن اختفاء زعيمي الحركة الخضراء وأخذهما رهينة». وزاد في إشارة الى موسوي وكروبي: «من الجيد أن تُحدد علناً الاتهامات الموجهة إليهما، وإجراء محاكمة علنية والسماح لزعيمي الحركة الخضراء بالدفاع عن نفسيهما. إذا حصل ذلك، سيكون حدثاً قاسياً للمحافظين الذين قتلوا الشعب خلال السنتين الماضيتين وانتهكوا الدستور وأوجدوا مناخ قمع. لندع الشعب يسمع الحقيقة». أتى ذلك فيما أقرّ اسفنديار رحيم مشائي، مدير مكتب الرئيس محمود أحمدي نجاد، بأن موسوي نال 15 مليون صوت على الأقل، خلال انتخابات الرئاسة 2009. وقال: «نجاد الذي حطّم الرقم القياسي في هذه الانتخابات، بنيله نحو 24 مليون صوت، ما زال قلقاً علي الأصوات ال15 مليوناً التي ذهبت لمنافسه. وهذا القلق ليس بدافع الأنانية، بل حرصاً منه علي خدمة الشعب الذي يستحق تقديم مزيد من الخدمة والسهر علي مصالحه، أکثر من أي وقت مضي». ونقل موقع «إمروز» المؤيد للإصلاحيين، عن مشائي قوله إن المعارضة قوية ونجاد يحاول اجتذاب أنصارها، في صراعه مع الأصوليين. الى ذلك، انتقد محمد رضا بهنر، نائب رئيس البرلمان، «شخصيات محافظة تحاول خطف مُثُل الثورة». وقال إن هؤلاء «الذين يقدمون أنفسهم بوصفهم المحافظين الحقيقيين، هم انتهازيون تحركهم شهوة السلطة. لكن مساعيهم لا جدوى منها». من جهة أخرى، تراجع رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الايراني علاء الدين بروجردي، عن إعلانه اعتقال مراد كره يلان، الرجل الثاني في «حزب العمال الكردستاني» المحظور في تركيا. وقال إن «بعض وسائل الإعلام نقلت تصريحاته في شكل خاطئ»، مضيفاً: «كل ما قلته هو أن ما سمعته عن اعتقال أحد قادة حزب العمال، يستند إلى ما أوردته وسائل إعلام تركية، لا أكثر. صحة النبأ من عدمه مسألةٌ تؤكدها الهيئات ذات الصلة». أتى ذلك بعدما نقلت وسائل إعلام إيرانية عن بروجردي قوله: «نفذت استخباراتنا عملية مهمة، واعتقلت الرجل الثاني في حزب العمال الكردستاني». كما نفى عيسى قنبري، وهو مسؤول أمني في محافظة أذربيجان الغربية، شمال غربي إيران، نبأ اعتقال كرة يلان، مؤكداً في الوقت ذاته أن «المجموعات الإرهابية التي تنطلق من كردستان العراق، تلقت ضربة قاسية، وقُتل أكثر من 150 إرهابياً وجُرح مئات». وأعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، أنه تحدث هاتفياً مع نظيره الايراني علي أكبر صالحي الذي لم يؤكد الخبر. وقال: «التقارير الاعلامية عير صحيحة، ولم تؤكدها إيران». واشار الى ان بروجردي أبلغ السفير التركي في طهران أوميت يارديم أنه لم يصرّح بما نُسب إليه، بل قال: «يجب اعتقال كره يلان»، وليس أن الأخير اعتُقل. وظهر كره يلان على محطة تلفزيونية كردية، نافياً اعتقاله. وقال من مخبئه في جبال قنديل بين تركيا والعراق: «هذه القصص ليست سوى ألاعيب اختلقتها تركيا وإيران، لإضعاف معنويات الحزب». على صعيد آخر، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ايران بمحاولة نسف جهود إحلال الديموقراطية في الشرق الاوسط. وقال لوفد يضمّ 27 نائباً جمهورياً أميركياً يزور الدولة العبرية: «إيران أبرز خطر نواجهه الآن، وتساند المتطرفين وتقود المنطقة إلى عدم استقرار». واعتبر أن «هدفها هدم أي فرصة للحكم الديموقراطي والسلام والحرية في الشرق الاوسط».