مشكلة القادم من خارج الوسط الرياضي أنه يعتقد للوهلة الأولى أنه يتعامل مع أقل الأوساط قدرة على الفهم وبالتالي يمكن ممارسة التضليل والكذب عليه بسهولة، بخاصة إذا كان من يمارس هذا يعتقد في داخله أنه الأكثر قدرة على الفهم من المحيطين به.. وخلال الأيام الماضية اتضح بما لا يدع مجالاً للشك أن اللجنة القانونية في الاتحاد السعودي لكرة القدم لا تستطيع أن تواكب ما يجري في الساحة الرياضية من إشكالات قانونية، ما أدى لاحقاً إلى تأزم بعض المشكلات التي نعتقد الآن أنها مستحيلة الحل بما يرضي المحايدين على الأقل. ولا أبالغ إذا ما وصفت اللجنة القانونية ب «الجهل» في كثير من القوانين الرياضية وهو ما برهنته قضية نادي الوحدة والمحكمة الرياضية، وأدى لاحقاً إلى أن رئيس اللجنة القانونية «سعادة المستشار القانوني المحامي الدكتور» ماجد قاروب يتفرغ تماماً ل «ترقيع» الهفوات التي ارتكبتها اللجنة من خلال سيل البيانات المتناقضة التي حاول قاروب من خلالها الهروب من «جهل» لجنته بالقوانين وارتكابها الكثير من المخالفات.. ومع احترامي للقاروب إلا أن سياسة «ترقيع» الأخطاء في الوسط الرياضي مهمة فاشلة مقدماً حتى أننا لا نتذكر قضية نجح اصحابها في اخفاء الحقيقة عن الوسط الرياضي، وربما لو تحدث الأمين السابق لاتحاد كرة القدم فيصل عبد الهادي لكان خير شاهد على أن «ترقيع» الأخطاء في الوسط الرياضي مهمة شبه مستحيلة. المضحك في الأمر أن القاروب ولجنته لم يكونوا على علم بما يسمى ب «اتفاقية التحكيم» ولا أن لهم الحق في رفض الذهاب الى المحكمة الرياضية، ولم يكونوا على علم بأن ال «فيفا» ليس له علاقة بالأمر، بدليل حال الهلع التي اجتاحت اتحاد كرة القدم وتصريحات كبار المسؤولين فيه واستعدادهم مقدماً للذهاب الى المحكمة الرياضية، ما استدعى التعاقد مع فريق من المحامين الاوروبيين وبتكاليف مالية باهضة، وهؤلاء هم من اكتشف أن من حق الاتحاد السعودي عدم التقاضي أمام المحكمة الرياضية في أكثر الاستشارات القانونية تكلفة بسبب جهل اللجنة القانونية بما للاتحاد وما عليه.. والمضحك أكثر أن قاروب ولجنته حاولوا بشتى الطرق «ترقيع» هذه الفضيحة وتبرير الخسائر المالية التي تكبدها الاتحاد السعودي من خلال مبررات غريبة وغير مقنعة.. في البداية عندما علم قاروب ورفاقه بحقهم في رفض التقاضي تفتق ذهنهم بوضع العراقيل أمام نادي الوحدة ومطالبته بتضمين الدعوى معلومات تكفي لأن يخسر النادي القضية خلال نصف جلسة وهو ما تنبه له محامي الوحدة ورفضه، بل ان شروط اللجنة القانونية كان هدفها تعجيز نادي الوحدة ومصادرة الأدلة والبراهين التي كان يمتلكها محاميه، وحتى لو وافق مسؤولو نادي الوحدة على الاعتذار لموظفي اتحاد كرة القدم، كان الرد سيأتي سريعاً ربما بضرورة أن يذهب رئيس النادي «لتقبيل يد» سعادة المستشار وبقية الموظفين للموافقة على التقاضي! حاولوا إيهام الجميع بأن المحكمة نظرت في القضية من خلال ملاحظاتها على تسجيل المباراة واعتراضها على ترجمة بعض الوثائق مع أنها بالأصل لم تنظر بالقضية لأن أحد الأطراف لم يوافق على التحكيم، ثم حاولوا الالتفاف على موافقة رئيس اتحاد كرة القدم بالذهاب الى المحكمة الرياضية عندما قالوا ان المقصود الذهاب الى ال «فيفا» وفي ذلك إساءة لرئيس الاتحاد الذي يعلم أن ال«فيفا» ليست مكاناً للتقاضي! «سعادة المستشار القانوني المحامي الدكتور» شعر أن «الشق أكبر من الرقعة» فوجه الدعوة للإعلاميين لحضور ما لم نعرف له تسمية حتى الآن «ندوة أم مؤتمر أم ورشة أم غبقة» بهدف ما أسماه التوعية والتثقيف، في محاولة ل«ترقيع» بعض الثغرات المفتوحة، واللافت أن قاروب وجه الدعوة لكثير من رفاقه المحامين الذين شمروا عن سواعدهم في تلك الليلة للدفاع عنه وعن قراراته، مع أننا لا نعلم الهدف من حضورهم.. في تلك الأمسية حرص المستشار قاروب على الظهور بما يليق بقدره من خلال استقدام المحامي الايطالي غالافوتي واستئجار قاعة فارهة لتضاف على فاتورة الأتعاب التي حاولوا تمريرها إلى نادي الوحدة لدفعها!.. مع أن هذه التكاليف لو وجهت لتسديد المطالبات المالية على الاتحاد السعودي من وكيل أعمال المدرب جوزيه بيسيرو لكان الأمر أكثر فائدة.. مع الأسف لا نريد أن نطالب بإبعاد قاروب عن اللجنة القانونية ورفع يده عن لجان اتحاد كرة القدم، لأن مجرد المطالبة بهذا يعني أن الرجل سيبقى إلى الأبد مهما كانت هفواته، وهو ما حدث سابقاً مع الأمين فيصل عبد الهادي الذي بقى في منصبه سنوات طويلة يرتكب الأخطاء من دون محاسبة فقط لأن الاعلام يطالب بإبعاده.. عموماً تبقى ثقتنا كبيرة في رئيس اتحاد كرة القدم الأمير نواف بن فيصل بأن لا مكان للمقصرين وهواة «اللف والدوران» في الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ولا شك أن الرئيس الشاب يمتلك من القدرة ما يمنحه القدرة على التمييز بين أصحاب الجهود المثمرة وبين المراوغين والمتخبطين. [email protected]