أن يحدث التنافس بين موظفين على الحصول على إجازة سنوية في رمضان أمر معقول، لكن أن يصل الأمر إلى أن يتم تقديم الإجازة السنوية بعد انتهاء رمضان، فهذا ما يعتبر – إن صح التعبير - خروجاً على فكرة التنافس! وعلى رغم الرغبة الصارخة لدى كثير من الرجال الحصول على إجازاتهم السنوية في رمضان، إلا أن الزوجات غالباً ما يعبرن عن استيائهن من ذلك، فوجود «الزوج» بين حيطان المنزل يسبب ارتباكاً بالنسبة لكثيرات، فهن يفضلن الزوج من الفارين خارج حدود المنزل على أن يكونوا حراساً على الطبخة. أكثر ما يزعج مناهل اليوسف في تواجد زوجها داخل المنزل أثناء نهار رمضان، تدخله في شؤون المطبخ، وهو أمر مستفز للزوجات، «هناك أزواج يتدخلون في مسألة الطبخ، خصوصاً إن كان في إجازة من عمله، فيظل طوال فترة الصباح نائماً ليستيقظ الظهر، ويبدأ بدخول المطبخ ليشترط أكلات معينة، ويتدخل حتى في وضع الملح والبهارات، هذا دون عن استعجاله الانتهاء من الطبخ لتكون سفرة الإفطار جاهزة قبل أذان المغرب». وتضيف: «تفتح مثل هذه التصرفات مجالاً للشجار في نهار رمضان فأكون منهكة من الصيام وأعمال المطبخ، ولا ينقصني تدخله في شؤون الطبخ، إلا أن الاتصالات من أصدقائه للخروج تريحني من تدخله». على العكس تماماً، لا تظهر هوايات زوج شعاع المحسن إلا في رمضان! فهذا الوقت من العام هو موعد إجازته السنوية، وعوضاً عن جلوسه في المنزل نهار رمضان يشرع في ممارسة هواياته، كالصيد والتطعيس. تقول: «يخرج زوجي من المنزل بعد صلاة العصر ولا يعود إلا قبل أذان المغرب». لكن المشكلة عند المحسن أنه في حال لم يخرج زوجها للصيد، ومكث في المنزل، فإنه يبدأ نوع آخر من الصيد، إذ تشير إلى أنه يتحول إلى «متصيد أخطاء»، وتضيف: «ينتظر أي خطأ أو إزعاج صادر من الأطفال، ليبدأ في الصراخ، وإذا اقترب أذان المغرب ولم تكن كل الأطباق جاهزة، فيبدأ باتهامي بالتقصير». ومع أن زوج هبة الشوباني عدو لدود للأسواق، إلا أنها في رمضان تصبح المكان الأمثل لقضاء وقته، وتؤكد هبة أن زوجها يبغض عبارة «أريد الذهاب للسوق»، إلا أنه في نهار رمضان يتوجه للسوق بشكل يومي، «من سوق الخضار إلى سوق السمك واللحوم، إضافة إلى سوق الطيور، وليس بالضرورة أن يشتري شيئاً من الأسواق التي يتوجه لها، فيكون ذهابه كنوع من إزالة الملل، وكي لا يضطر إلى النوم في نهار رمضان ويستيقظ قبيل أذان المغرب، منهك القوى مسدود القابلية للأكل». وتتابع: «لا أرغب بتواجده في المنزل، لتدخله في كل الأمور المنزلية، ويريدني أن أنجز كل الأعمال بسرعة قصوى، وأن طالبته بعدم التدخل، وأن كل الأعمال ستنجز قبل أذان المغرب حتى يشرع في الصراخ» بدورها، أوضحت الاختصاصية النفسية الإكلينيكية مها الزوري أن الجسم يتعرض لكثير من تأثيرات في شهر رمضان بسبب قلة النوم وعدم انتظامه، إضافة إلى قلة الأكل، فالشعور بالجوع والعطش كفيلين بإشعار الإنسان بالغضب». وأضافت: «لابد أن يكون الشخص واعياً لذاته، ويصل إلى سبب عصبيته، والى أين ستؤدي به تلك الانفعالات، وأنه سيخسر علاقات ويثير مشكلات بسبب انفعاله، فالغضب مشاعر سلبية، والأشخاص العصبيون يتأثرون حتى في وظائف الجسم وهذا ما يسمى الأمراض النفس جسمية، مثل أمراض القلب، ارتفاع ضغط الدم، القولون، والخطوة الأولى ألا يدخل في نقاشات، وإن كان جالس يقف، أو يغير وضعيته ويغير الفكرة التي تثيره، وهو ما يسمى (تجاهل الأفكار وتشتيتها) وهذا بحاجة إلى تدريبات، فيعتاد أن يكون أهدأ، والأفضل أن لا يدخل المطبخ لأنه ليس من ضمن تخصصه أساساً».