أطلق تجمع الفنانين العرب «لو لوفان-Le Levant» معرضه الجماعي الحادي عشر بعنوان «ألف ليلة وليلة»، الذي يستمر حتى شهر أيلول (سبتمبر) المقبل في أروقة «متحف الأساتذة والحرفيين الكيبيكيين» في سان لوران بمونتريال. وتقول رئيسة التجمع نسب شيا، إن المعرض «يقام مرتين في السنة ويشارك فيه أكثر من ثلاثين فناناً تشكيلياً ينتمون إلى مختلف الجنسيات العربية، ويرتاده حشد من أبناء الجالية ونخبة من الفنانين والسياسيين والإعلاميين وزعماء الاحزاب الكندية» . وافتتح المعرض هذا العام النائب الكندي الفيديرالي والرئيس السابق لحزب الأحرار ستيفان ديون، مشيداً بمبادرة الفنانين العرب الذين يجسدون في لوحاتهم «ألوان الربيع العربي وآمال شعوبهم في الحرية والديموقراطية». وعلى هامش المعرض، تعقد طاولة حوار حول ما تتضمنه أعمال الرسامين من أفكار وقيم واتجاهات، ومدى مساهمة الفنان المغترب في ظاهرة الحراك الربيعي الذي يجتاح العالم العربي. يضم المعرض عشرات اللوحات، مختلفة المدارس الفنية والأشكال والأحجام، غير أن المشترك في ما بينها هو تآلفها الجوهري مع فكرة محورية تجعل شهرزاد، بطلة «ألف ليلة وليلة»، رمزاً ومثالاً للمرأة العربية المنتفضة راهناً، بذكائها وعقلها وإرادتها وجرأتها، على الظلم والقهر والاستبداد والتقاليد البالية، لترسم لوطنها ولبنات جنسها ملامح غدٍ أفضل. ويرى الفنان التشكيلي السوري أدهم أبو زين الدين، أن العديد من زملائه العرب في الأوطان والمهاجر، وهو واحد منهم، بدأوا يغيرون أسلوبهم ونهجهم الفني الذي كان مدجّناً وقائماً على الخوف والخشية من الجهر ببنات الأفكار، وأنهم أصبحوا اليوم، تحت راية التغيير، أكثر جرأة في خطّ الملامح التعبيرية لشخصياتهم الرافضة كافة أشكال القمع والإرهاب والتنكيل. اما أفانين كبا، الرسامة الكندية العراقية، فتصور شهرزاد في إحدى لوحاتها، في حالة مأسوية تتماهى مع «مدينتي بغداد» التي غرقت في مياه دجلة ودمرت واندثرت، لتعود في لوحة مجاورة مشعة تتسلل إلى الحياة مجدداً من بين الأنقاض وهي تحاول لملمة جراحها وأشلائها للنهوض من تحت الركام، على أمل أن تستعيد أمجادها التاريخية والثقافية والفنية. ويتوالى استعراض الأعمال الفنية في أرجاء المعرض، فيتوقف البعض عند لوحات اللبنانية مارلين فياض التي استحضرت أجواء شهرزاد المرصعة بألوان دافئة وحارة أحياناً، أو زاهية حالمة أحياناً أخرى. في حين أبدى البعض الآخر دهشته أمام لوحة لأنور الهيبي، حيث لفّ جسد شهرزاد برداء المسرح، تاركاً لها عيناً مفتوحة واحدة، ربما لرمزية تفسح مجالاً أوسع للتبصر والتأمل. أما المغربي عبدالرحمن بن حليمة، فيترجم معتقداته وأفكاره في لوحات تنشد الحب والحرية والسلام. ومن جهة أخرى، يلخص الناقد الفني الكندي ألكسندر ماتييه، مجملَ ما تضمنته لوحات الفنانين العرب بقوله «إنها تمثل بركاناً يثور ببطء، وارتداداته تعمّ العالم العربي وتؤسس لمزيد من الحرية والديموقراطية والسلام لشعوب المنطقة».