استمع امس ثلاثة من الذين استُهدفوا بانفجارات في أمكنة مختلفة من لبنان بين عامي 2004 و2005، وهم الوزير السابق الياس المر والنائب مروان حماده والإعلامية مي شدياق، الى ما توصلت اليه لجنة التحقيق الدولية في تحقيقاتها عن هوية المرتكبين الذين قد توجَّه اليهم التهم قريباً، وإذ حَرِصَ الثلاثة على إبقاء ما تبلَّغوه في قصر العدل في بيروت سرياً، لمح اثنان منهم الى ارتباط ملفيهما بقضية استشهاد الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري، فيما كشفت شدياق عن ان قضيتها منفصلة. وبعيداً من الكاميرات، اوضحت ان القضية الرابعة المرتبطة هي قضية اغتيال الامين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي. المر: مؤسف ما سمعته وضم وفد لجنة التحقيق الدولية ثلاثة اشخاص، وحضر قرابة العاشرة وعشر دقائق الى مكتب المدعي العام التمييزي في لبنان القاضي سعيد ميرزا، وحضرت نائب المدعي العام الدولي القاضية جوسلين ثابت، وبعد عشر دقائق وصل الوزير المر وأُدخل الى مكتب ميزرا وبقي هناك ساعة وعشر دقائق، ولدى خروجه أُبعد الصحافيون عن المكان، فلحقوا به الى المرآب، فاكتفى بالقول إن الجلسة سرية ولا يمكن ان يُفصح عن فحواها. وعما اذا تبلغ معلومات عن وجود ترابط بين محاولة اغتياله وبين جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، قال: «لنقل ان الجو مؤسف مؤسف مؤسف، نتيجة للأشخاص الذين ماتوا، ومؤسف لما سمعته اليوم، والسؤال لماذا حصل ذلك؟». وسئل عما اذا كان الذين اتُّهموا باغتيال الحريري هم الذين استهدفوه، فقال: «بالمبدأ، لم نحضر اليوم لو لم يكن هناك حلقة مترابطة بعضها ببعض في كل هذه الامور». وعما تبلغه قال: «خلال الايام المقبلة سيصدر قرار عن المحكمة بموضوع ملفي». وما اذا كان سيتخذ صفة الادعاء الشخصي امام المحكمة، قال: «كلا، وبما يعود للناس الذين استشهدوا، فإذا أرادت عائلاتهم الادعاء فسنضع لهم أفضل المحامين». وما إذا أُحيط بأسماء المتهمين أو كانوا هم انفسهم المتهمين باغتيال الحريري، قال: «يعني تقريباً». ولاحقاً قال المر ل «المؤسسة اللبنانية للإرسال» إنه تبلّغ من المحكمة «هوية الذين نفذوا محاولة اغتيالي، لكنني شخصياً لا أتهم أحداً، مع أن من المؤسف أن نتعرض للتفجير وأن يكون ممنوع علينا أن نعطي رأينا، وإذا أعطيناه نخوَّن ويشهَّر بنا». حماده: المحكمة آتية وقرابة الحادية عشرة والدقيقة ال55، وصل النائب حماده وخرج بعد ساعة من الوقت واكتفى بالقول: «المدعي العام التمييزي ونائب المدعي العام القاضية ثابت ومعاون المدعي العام في المحكمة الدولية القاضي دانيال بلمار واثنان من معاونيه كانوا موجودين في اللقاء، ونحن التزمنا عدم البوح بأي معلومات، وما حصل أنه جرى تبليغنا، والتحقيق يتقدم، والمحكمة آتية». وسئل عما اذا تبلغ عن وجود ترابط بين محاولة اغتياله وبين اغتيال الرئيس الحريري، فقال: «اذا كان يوجد شيء من ذلك، فسيصدر إعلان عن الموضوع في وقت لاحق». وأكد حماده انه لن يتخذ صفة الادعاء الشخصي، مشيراً الى انه «ادعى ضد مجهول منذ وقوع محاولة الاغتيال». وعما اذا كان مرتاحاً بعدما اصبح الملف في عهدة المحكمة الدولية، قال: «لا أستطيع أن أقول ان الملف بعهدة المحكمة، وما أستطيع قوله أن لدي ثقة بأن التحقيق تقدَّم تقدماً ملموساً جداً والمحكمة آتية». شدياق وحضرت شدياق في الواحدة والربع بعد الظهر واجتمعت الى الوفد لمدة ساعة، وصرحت بعدها قائلة: «هذه لحظة مهمة جداً، لأن ذلك دليل على متابعة كل القضايا التي حصلت منذ عام 2004، وبالنتيجة هناك قضية اساسية ستكون مرتبطة بمعظم القضايا الاخرى، وما أستطيع قوله أن هناك ثلاث قضايا مرتبطة ومتصلة في ما بينها مع قضية استشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، وهذا سيتم إعلانه قريباً في غضون ايام، وسيعلن في غضون ايام أيضاً القرار الاتهامي، وسيتضمن التفاصيل المتعلقة بالاشخاص الاربعة المتهمين باغتيال الحريري، وسيتركز التحقيق الذي سيعلَن على الاشخاص الاربعة الذين أُعلنت اسماؤهم. وما استطيع قوله هو ان التحقيق مستمر في ما يتعلق بقضيتي، وانما بطريقة ليست مرتبطة، لكن السيد بلمار اصر على ان اتبلغ هذا الامر من المحكمة، ولإطلاعي على اجواء التحقيق الذي سيستمر في مراحل لاحقة، وما سيكشف قريباً متعلق بثلاث قضايا، ولا حق لي بأن أُدلي بالقضية الثالثة المتعلقة باغتيال الحريري، وانما بلمار اصر على طمأنتي إلى أن هناك جدية في العمل، وتوصلوا الى ارتباط في القضايا الثلاث وبالخلية التي يمكن ان تكون وراء اغتيال الرئيس الحريري والقضايا الثلاث الأخرى، ما يعني أن هناك أربع قضايا مشمولة بالمحكمة الدولية». وسئلت ما اذا كان عدم الترابط له علاقة بالجهة التي خططت او قررت، وهل يعني ان الجهة التي اغتالت الحريري غير الجهة التي حاولت اغتيالها، قالت: «كلا، يتم الآن الحديث عن الارتباط العملي والموثوق، وقالوا إن هناك أدلة ملموسة أدت إلى ارتباط قضية الحريري بالقضايا الثلاث الاخرى، أما القضايا الأخرى، فلا تزال على النار والتحقيق فيها مستمر، ولكن الرابط العملي المباشر لم يكن لغاية الساعة». وعما اذا كان الامر سيغير رأيها وشكوكها عن الجهة التي سبق واتهمتها بمحاولة اغتيالها، قالت شدياق: «اعوذ بالله، لدي حاسة سادسة قوية جداً ومعلومات عمن قام بذلك ومن خطط ونفذ، وما زلت على ايماني بالمحكمة، وقلتها من اللحظة الاولى وكلامي موثق، ويومَ يحاكَم ايُّ شخص او تُكشف الحقيقة في اي قضية من قضايا الاغتيال التي طاولت اعزاء على قلبنا واصدقائنا، يكون حقي وصلني». ورأت انه «يفترض ان تجري المحاكمة في كل القضايا بعضها مع بعض».