اصطف الناخبون الافغان امام مراكز الاقتراع اليوم السبت للادلاء بأصواتهم في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية على الرغم من تهديدات طالبان المستمرة بزعزعة الاجواء. وفتحت مراكز الاقتراع ابوابها عند الساعة السابعة من اليوم للانتخابات التي سيختار الافغان فيها خلفا للرئيس حميد كرزاي الذي يحكم البلاد منذ 2001 السنة التي اطاح فيها تحالف دولي بقيادة الولاياتالمتحدة نظام طالبان لايوائه تنظيم القاعدة الذي تبنى اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001. وذكر مراسل وكالة "فرانس برس" ان "تعزيزات امنية كبيرة انتشرت في كابول لاحباط اي هجوم قد تنفذه حركة طالبان"، التي توعدت بتعطيل هذه الدورة، مما دفع السلطات لنشر ما يصل الى حوالى 400 الف جندي وشرطي لتأمين عملية الاقتراع. ودعي الناخبون الافغان للادلاء بأصواتهم في هذه الدورة لاختيار احد مرشحين رئيسا للبلاد: عبد الله عبد الله المتحدث السابق بإسم القائد احمد شاه مسعود العدو التاريخي لطالبان والذي تصدر الدورة الاولى (45 في المئة من الاصوات) ويعتبر الاوفر حظا او اشرف غني، الخبير الاقتصادي السابق في البنك الدولي (31,6 في المئة). وكانت حركة "طالبان" التي تعارض هذه الانتخابات معارضة شديدة وتعتبر ان واشنطن توجهها توعدت هذا الاسبوع بشن هجمات مكثفة طيلة يوم الانتخابات. وقالت الحركة في بيان الاربعاء "ايها المقاتلون في سبيل الله، اضربوا بلا هوادة طوال 24 ساعة يوم الانتخابات حتى القضاء على العدو والغاء هذه الانتخابات"، وحذرت الناخبين من انهم يعرضون انفسهم للمخاطر والاهوال اذا ما توجهوا الى اقلام الاقتراع. لكن المسؤولين الافغان وحلفاءهم الدوليين يأملون في ان يتكرر مشهد الدورة الاولى من الاقتراع التي جرت في نيسان (ابريل) وفشل خلالها متمردو "طالبان" في شن هجوم كبير وبلغت المشاركة اكثر من خمسين في المئة. لكن هناك مخاوف كبيرة من ان تستهدف طالبان مراكز الاقتراع ومن حدوث عمليات تزوير واسعة يمكن ان تؤدي الى نتيجة مثيرة للجدل. وفي هذا الاطار، فتشت الشرطة والجيش في افغانستان اللذان وضعا في حالة تأهب جميع السيارات تقريبا في كابول وفي المدن الاخرى الجمعة، لاحباط اي محاولة اعتداء قد تشنها حركة طالبان. وامر الرئيس المنتهية ولايته حميد كرزاي ايضا قوات الامن بالبقاء على الحياد خلال الانتخابات، وتعهدت السلطات الانتخابية بمكافحة التزوير الذي شاب الانتخابات الرئاسية السابقة في 2009. وسيتسلم الرئيس الافغاني الجديد مقاليد الحكم في الثاني من آب (اغسطس) ليولي الاهتمام الاكبر الى تسوية مسألة ملحة وهي توقيع معاهدة امنية ثنائية مع واشنطن تتيح بقاء فرقة اميركية تضم 10 الاف رجل بعد انسحاب خمسين الف جندي من الحلف الاطلسي اواخر 2014.