بعدما أثار مسلسل «الحسن والحسين» جدلاً فقهياً واسعاً، وفشل الأزهر في منع عرضه على الفضائيات، باستثناء التلفزيون المصري، يطل السؤال: هل ينفع منع عرض مسلسل ما على الفضائيات المصرية بينما تعرضه فضائيات أخرى؟ وهل من حق الأزهر أو أي مؤسسة دينية منع عمل درامي؟ ثم ما قيمة قرار الأزهر والمسلسل معروض على أكثر من فضائية؟ يوضح الناقد نادر عدلي انه «على رغم منع الأزهر مسلسلات دينية («يوسف الصديق» و«مريم العذراء» و«المسيح») إلا أنها انتشرت وحققت نجاحاً كبيراً». ويتابع: «الغريب أنه على رغم تصدي الأزهر وسواه من المؤسسات الدينية لتلك الأعمال إلا أنها لم تتخذ موقفاً صارماً، وعرضت هذه الأعمال على بعض القنوات الفضائية المصرية. من هنا فإن كل ما سيفعله الأزهر هو أنه سيرفع قضية على أسرة المسلسل، وعندما يُنظر في تلك القضية سيكون المسلسل أشبع عرضاً، بالتالي فإن هذا القرار غير مجد، والمطلوب من الأزهر اتخاذ موقف آخر لأن هناك جماعات إسلامية تفكر في إنتاج أعمال دينية أخرى، ومنها إيران التي أعلنت إنتاج مسلسل عن الرسول عليه الصلاة والسلام، يعرض على ثلاثة أجزاء، فماذا سيكون رد فعل الأزهر حيال ذلك؟ الأمر سيحتاج إلى متابعة دقيقة جداً؛ لأنه يتعلق بالأمور الدينية والسياسية، ولا يقتصر على الدراما». ويقول الناقد الفني رفيق الصبان: «منع عرض مسلسل «الحسن والحسين» أمر غير صحي وغير مجدٍ، ففي الحالتين سيعرض وسيشاهده الجمهور، خصوصاً أنه يؤرخ لفترة تاريخية مهمة وصعبة جداً، ومن المفروض أن نعرف عنها. فمثلاً، عندما عرض مسلسل «يوسف الصديق» لاقى نجاحاً كبيراً. أما عن موقف الأزهر فأنا لا أجد له أي تفسير، بخاصة أنه يغير رأيه، إذ نتذكر اعتراضه الشديد على فيلم «الرسالة»، ثم بعد سنوات سمح به، وأيضاً كان ضد عرض فيلم «المهاجر» قبل ان يعود عن قراره». في المقابل يشير المخرج علي عبدالخالق الى أن «مسلسل «الحسن والحسين» لم يظهر للنور إلا بعد إذن علماء الدين الإسلامي الذين أجازوا عرضه». ويضيف: «إذن المسلسل لم يحرف القصة الحقيقية، وإذا كان العمل غير صالح وفيه كثير من التحريف، فالخطأ لا بد أن يوجَّه إلى من أجازوا عرضه. وبرأيي أن المؤسسات الدينية، مثل الأزهر، من حقها منع عرض أي دراما، على رغم أنني شاهدت مسلسل «يوسف الصديق»، مثلاً، وأعجبني كثيراً. فالعمل قُدِّم في شكل جيد جداً ومتقن، كما انه فسر لي قصة يوسف الصديق بمنتهى السلاسة والوضوح، حتى إن هناك أحداثاً كثيرة عرفتها من طريق هذا العمل. باختصار أنا ضد منع أي عمل من دون أن نرى مضمونه، فإذا كان مضمونه لا يحوي أخطاء تاريخية، فما المانع من عرضه؟». ويقول الأستاذ في جامعة الأزهر مبروك عطية: «الاعتراض على هذا العمل ليس بسبب تشخيص أهل البيت ولكن بسبب إثارة الفتنة، كما أن الظروف غير ملائمة في مصر لذلك. أما عن تجسيد شخصيات الصحابة الكرام فلا يوجد أي مشكلة فيه، فهو نوع من التوضيح، وليس أكثر من ذلك. والوحيد الذي لا يمثل هو الله سبحانه وتعالى، لكن للأزهر رأياً مختلفاً يجب احترامه، وهذا القرار من أجل صون الشخصيات العظيمة في تاريخ الأمة، لكن الأهم من كل ذلك هو الصدق في نقل الأحداث وعدم تحريفها من أجل الحبكة الدرامية!». ويؤكد نقيب الأشراف محمود الشريف أن النقابة لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه عرض المسلسل؛ «لأن ذلك يعتبر من المحرمات، ولأن التساهل سيعرضنا لكارثة في ما بعد، عندما يجسدون شخصية النبي محمد صلي الله عليه وسلم، وهذا ما ينوون الآن فعله».