ما سر الرقم «50»؟ منذ أن عرف السعوديون التعليم، والدرجة الكاملة لنتائج الفصل الدراسي معروفة هي 50 درجة، بغض النظر عن تقسيماتها. هذا الرقم ذاته يشكّل بالنسبة لجزء من الطلاب هدفاً أساسياً. في حين يراه آخرون حلماً يحتاج إلى الكثير من الاجتهاد، وآخرون دوماً ما ألحقوه ب«العنقاء» و«الغول» و«الخل الوفي» (المستحيلات الثلاثة)، ليصبح مستحيلاً رابعاً في نظرهم. ويبدو أن الهالة «الجميلة» التي تحيط هذا الرقم، لن تعود بالمكانة ذاتها في نظر الطلبة، إذ تقترب درجات الحرارة في مناطق عدة من هذا الرقم، لكن بإضافة «مئوية» لتمييزها عن الوجه الآخر للرقم. مواكبة الظروف المناخية الحارة التي يمكن وصفها ب«القاسية» في كثير من مناطق السعودية التي تجاوزت فيها درجة الحرارة 40 درجة مئوية منذ نحو الشهر لفترة الاختبارات النهائية التي تبدأ اليوم لطلبة المرحلتين المتوسطة والثانوية وسط أجواء تناقضية، تتنوع بين القلق والترقب وصولاً إلى الخوف، والطموح والاجتهاد المؤديين إلى الثقة بالنجاح والتفوق، تطرح تساؤلاً حول حل معادلة الرقم 50 التي يرى مراقبون أن حلها هو تقديم مواعيد الاختبارات في وقت يسبق اشتداد القيظ، لاعتقادهم بأن الظروف المناخية تؤثر في أداء الطلاب في الاختبارات. كما هي بالنسبة لحال القلق والضغوط التي تطبقها بعض الأسر على أبنائها خلال هذه الفترة، إذ حذر اختصاصي مما سماه «قلق الاختبارات» الذي يؤدي إلى الاكتئاب الموصل إلى «الانتحار» لا سمح الله.