انقشع همّ كبير عن عاتق لويس فيليبي سكولاري وعن عاتق 200 مليون برازيلي، بتنفيس الضغوط والاحتقان بعد فوز منتخب السامبا الصعب - المريح في المباراة الافتتاحية أمام كرواتيا. ربما يكون هذا أول مونديال من بين ال20، تخوضه البرازيل ويكون خط دفاعها أقوى من خط هجومها، فنحن اعتدنا على العكس على مدى الأعوام والعقود الماضية، بل باتت هناك طرفة تقول إن حارس مرمى البرازيل بإمكانه اللعب مهاجماً فذاً مع أي منتخب آخر في العالم، لكن هذه المرة نجد أن الخط الدفاعي المكون من داني ألفيش والقائد تياغو سيلفا وديفيد لويز ومارسيلو، ربما هو الأبرز بين كل المنتخبات ال32 المشاركة، ومع ذلك رأينا تخبطات وهدفاً عكسياً وهدفاً ملغى للكروات، وهي مصدر أرق أول لسكولاري، الذي سيضع يده على قلبه من أداء حارسه المخضرم جوليو سيزار، الذي بدا مهتزاً وغير واثق الخطوات. في المقابل، كانت هناك شعلة متقدة من النشاط والحيوية في الخط الأمامي من نجمين وحيدين، نيمار وأوسكار، فيما كان فريد وهالك وباولينيو شبه غائبين، وهما مصدر الأرق الثاني، فالبرازيليون لم يعتادوا على أشباه النجوم، ولا على عروض متواضعة، وخصوصاً في الخط الهجومي، على رغم أن سكولاري آثر الابتعاد عن فكرة ضم رونالدينيو وباتو وروبينيو وكاكا، أصحاب السمعة الرنانة، ليبقى وفياً لمجموعة اللاعبين الذين حصل معهم على لقب كأس القارات الصيف الماضي، لكن في منافسات أكثر حمياً وأطول وأشرس، والأهم أنه سيحتاج إلى أكثر من فريد رأساً للحربة، وخصوصاً أن الاحتياط هو المغمور جو، الذي أخفق في تجربته الأوروبية، بل إن موسمه مع أتلتيكو مينيرو كان سيئاً. إن كنا منصفين فسنرى أن ركلة الجزاء التي حصل عليها فريد، وهو الأمر الإيجابي الوحيد له طيلة المباراة، لم تكن صحيحة، وبسببها تغيرت مجريات المباراة بعدما ساد التعادل (1-1)، وكان الكروات يغامرون بالهجوم على مرمى حارس مهتز، ومع ذلك سجلوا هدفاً ألغاه الحكم الياباني بداعي إعاقة الحارس سيزار، على رغم أن الإعادة التلفزيونية لم تؤيد هذا الأمر في شكل قاطع، وطبعاً هذا كان قبل أن يسجل أوسكار الهدف الجميل الحاسم في الوقت بدل الضائع. البداية عادة تكون صعبة ومقلقة وحاجزاً نجح البرازيليون في تخطيه، لكن هل يستطيع فريق سكولاري قطع كل الطريق على رغم الهفوات وعلامات الاستفهام المؤرقة؟