باريس ، برلين - «الحياة» ، أ ف ب - فيما قالت ألمانيا إن الرئيس السوري بشار الأسد «سيفقد شرعيته في الحكم إذا لم ينه القمع العسكري للمحتجين المدنيين»، دعت فرنسا أمس إلى مرحلة «انتقالية ديموقراطية» في سورية، معتبرة أن «زمن تهرب السلطات السورية من العقاب قد ولى» وذلك بعد «استمرار الانتهاكات الكثيفة لحقوق الإنسان». وقالت مساعدة الناطق باسم وزارة الخارجية كريستين فاج في لقاء مع صحافيين إنه «لا بد من مرحلة انتقالية ديموقراطية تستجيب لتطلعات الشعب السوري المشروعة». ورأت أن إعلان دمشق مؤخراً إجراء انتخابات «مناورة لصرف الانتباه». وبعد أن دانت «استمرار القمع على نطاق واسع في سورية الذي قد يكون أسفر... عن سقوط خمسين قتيلاً في دير الزور ومنطقة حمص». كما قالت إن اعتقال وليد البني الشخصية البارزة في المعارضة الديموقراطية السورية، أول من أمس «يدفع الى عدم الاهتمام بإعلانات السلطات السورية في شأن انتخابات حرة وشفافة في المستقبل التي تبدو وكانها مناورة جديدة لصرف الانتباه». وصرحت الناطقة أن فرنسا تجدد التعبير عن «قلقها الشديد كما أعرب عنه بقوة مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي أمام استمرار الانتهاكات الكثيفة لحقوق الإنسان مع استخدام الدبابات والرصاص الحي ضد المدنيين وحملة الاعتقالات والتعذيب». وأضافت إن «هذا القلق تتقاسمه بلدان المنطقة كما دلت على ذلك التصريحات الأخيرة لجامعة الدول العربية واستدعاء السعودية سفيرها من دمشق». وفي برلين، قال كريستوف شتيجمانز الناطق باسم الحكومة الألمانية إن الرئيس السوري سيفقد شرعيته في الحكم إذا لم ينه القمع العسكري للمحتجين. وصرح شتيجمانز للصحافيين في إفادة صحافية: «استمر الجيش السوري كما رأينا خلال مطلع الأسبوع في هجماته الوحشية على المدنيين». ومضى يقول: «إذا استمر الرئيس الأسد في رفض الحوار مع الشعب السوري واستخدام العنف فمن رأي الحكومة الألمانية أنه سيفقد شرعيته في قيادة البلاد في المستقبل». وقالت وزارة الخارجية الألمانية إنها تعتقد أن «الأسد فقد شرعيته بالفعل» في عيون الشعب السوري وإنه يتسبب في المزيد من المشكلات لنفسه مع المجتمع الدولي. وقال الناطق ديرك أوجوستين: «في الوقت الحالي يبذل النظام السوري كل ما في وسعه لتقويض شرعيته». وما زالت برلين على اتصال بدول المنطقة وترحب بزيادة الضغوط على دمشق. ومضى أوجوستين يقول: «تشديد تركيا للضغوط أمر إيجابي جداً... وكذلك جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي والسعودية أصبحت تنتقد الوضع في سورية في شكل متزايد». ودعا مسؤول في حزب المستشارة الألمانية انغيلا ميركل لمقاطعة دولية لصادرات سورية من النفط والغاز للضغط على دمشق لنبذ العنف في تعاملها مع المحتجين. وقال روبريشت بولنتس رئيس اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية للإذاعة الألمانية العامة «لم يعد لدينا سوى العقوبات الاقتصادية كوسيلة لإقناع الأسد بضرورة الكف عن العنف وتنحيه». وقال بولنتس إن إجراء من قبيل مقاطعة صادرات النفط والغاز السورية يجب أن يحظى بموافقة المجتمع الدولي بأسره حتى يكون فاعلاً. وأضاف: «قبل الإقدام على خطوة كهذه ينبغي التأكد من أن أحداً لن يشتري تلك الموارد المطلوبة، فالصين مرشحة لفعل ذلك لحاجتها الماسة للطاقة». وتنتج سورية 380 ألف برميل من النفط يومياً يصدر في أغلبه الى أوروبا ومنها ألمانيا. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية ميركل تعهدوا الجمعة باتخاذ «إجراءات إضافية» ضد النظام السوري فضلاً عن العقوبات التي أقرها الاتحاد الأوروبي ومنها تجميد الأرصدة وحرمان أقطاب النظام السوري من السفر الى بلدانهم. كما اقترح بولنتس انضمام بلدان الاتحاد الأوروبي الى إيطاليا في استدعاء سفرائها من سورية «كإشارة سياسية الى عدم إمكان التواصل مع الأسد ونظامه على مستوى السفراء». وكانت إيطاليا أعلنت في وقت سابق هذا الشهر استدعاء سفيرها للتشاور واقترحت أن تقدم كافة بلدان الاتحاد الأوروبي على استدعاء سفرائها من دمشق.