سبّب العدد الكبير لأعضاء الجمعية العمومية للنادي الأدبي بالأحساء (524 عضواً عاملاً) لأن تجري إدارة الأندية الأدبية تعديلاً للمادة (13) من لائحة انتخابات الأندية، إذ يحق للعضو ترشيح مرشح واحد فقط لمجلس إدارة النادي في حال تجاوز عدد أعضاء الجمعية 450 عضواً، وهو ما حدث، وبذلك يصبح كل عضو من الجمعية العمومية الليلة أمام اختيار صعب لترشيح عضو وحيد في انتخابات النادي التي ستشهدها إحدى قاعات المناسبات الكبرى في الأحساء. وفي الوقت الذي ينظر عدد من أعضاء أكبر جمعية عمومية لنادي أدبي للتعديل على أنه يحمل جوانب سلبية إضافة لإيجابياته، يؤكد آخرون أنه جاء لمحاصرة تشكل التكتلات البغيضة التي ترفضها اللائحة، وإعطاء أكبر فرصة للمشاركة، بل وعدوا ذلك إرادة جيدة من إدارة الأندية الأدبية لخلق بيئة منتخبة متنوعة لا تحمل تكتلاً محدداً. رئيس النادي الدكتور يوسف الجبر أكدّ ل«الحياة» أن «القرار جاء لتنظيم العملية الانتخابية والقضاء على التكتلات البغيضة، وإعطاء أكبر مساحة للمشاركة» وقال: «أرى أنها خطوة إيجابية نحو تحقيق الأهداف والرؤى التي تخدم العمل الثقافي في المنطقة»، مضيفاً: «كانت البداية حين أرسلت وكالة الوزارة للشؤون الثقافية لجميع الأندية في المملكة خطاباً يشدد على وضع المقترحات والرؤى للانتخابات وكانت البذرة». وأوضح أنه «لما أقرت المقترحات والرؤى، اجتمعنا بوزير الثقافة في أدبي القصيم، وتم تشكيل لجنة لمراجعة تلك المقترحات، ودراسة مدى فاعليتها، وقبل سبعة أشهر اجتمعنا بأعضاء المجلس ووجدنا أن أفضل حل للمحافظة على نزاهة التصويت أن نقر التصويت الفردي لهدم التكتلات المحتملة، وأجازت هذا المقترح وكالة الوزارة، ووجدوا أن يطبقوه على الأندية التي يتعدى عدد أعضاء جمعيتها العمومية أكثر من 451 عضواً». وشدد الدكتور الجبر أن «هذا الاتجاه ليس بالجديد، ووجدت فوائده الكبيرة حين طبقته جهات عدة من بينها وزارة التجارة، وهو مطبق لديها منذ أكثر من عشرة أعوام، وأخيراً اتجهت وزارة الشؤون البلدية والقروية لمثل هذه الخطوة التنظيمية». وعن تقدم أكثر من 950 لنيل عضوية الجمعية العمومية، أشار عضو لجنة الفرز الدكتور ظافر الشهري إلى أن «هذا العدد لا يستغرب على الأحساء، فهي بيئة ثقافية حاضنة للكثير من المبدعين في جميع المجالات»، موضحاً أن «لجنة الفرز نظرت في جميع الأوراق، واستبعدت 150 شخصاً لم تنطبق عليهم الشروط، وقُبل 801 فقط، وبعد تحديد موعد دفع رسوم العضوية تخلف البعض ليكون العدد النهائي لأعضاء الجمعية 524 عضواً». ولم يستغرب الدكتور الشهري بحسب رأيه «هذه التعديلات الجديدة، لأن لائحة الأندية الأدبية في المادة رقم (13) تعطي اللجنة الإشرافية الحق في إقرار ما تراه مناسباً في الانتخابات وغيرها، وهذا القرار رأي لجنة متخصصة، وهي مجموعة لا يمكن أن ينتج عنها ما هو مفاجئ، وما أقر هدفه الرئيسي التنظيم، وهو مطلب رئيسي». وقال: « إن تقليص عدد الأصوات التي يمكن أن يمنحها الناخب في صوت واحد، هذا أكبر هدم للتكتلات التي تنتج من أية انتخابات، وأيضاً القضاء على الإشكالات التي يمكن أن تحدث، ولك أن تتصور أن 524 شخصاً سيصوتون لإدخال عشرة لمجلس إدارة النادي»، مضيفاً: «هذا القرار يأتي مكملاً للدعم السخي الذي أولاه خادم الحرمين الشريفين للأندية الأدبية، ونحن نمثل أول مجلس إدارة للنادي، اجتهدنا بحدود طاقتنا وإمكاناتنا، فقد أصدرنا إصدارات كثيرة، ونظمنا ملتقيين، ونتوقع أن يكمل المجلس الحالي الملتقى الثقافي الثالث». من جهته أيدّ عضو مجلس إدارة نادي الأحساء الناقد محمد الحرز «الإجراءات الجديدة، لكون هذا المقترح يفتح المجال أمام جميع شرائح المجتمع المثقف للحضور والإسهام في النادي»، مؤكداً على أن «النادي يحتاج إلى دماء جديدة، وهو مطلب حتمي وطبيعي، فقط يجب أن ننتظر ما ستؤول إليه نتائج الانتخابات». من جهتها اعتبرت الكاتبة والشاعرة بشائر محمد (إحدى المرشحات) الإجراء الجديد بأنه «يحمل الإيجاب والسلب، فمن جهته الأولى فهو يقضي على التكتلات، أما الجانب المظلم منه فهو لا يزال يفتقر للنزاهة، فبمجرد النظر لعدد الأصوات فقط من دون النظر إلى المنتج الأدبي والتاريخ الثقافي للمرشح، ليكون المقعد معداً للأصوات فقط، وهذا إجحاف في حق الأديب»، وهددت ب«مطالبة الوزارة بمبلغ 300 ريال، وهي الرسوم التي دفعتها لخوض هذه الانتخابات إذا ثبت لي أن الفائزين غير جديرين بمقاعدهم، وإن فزت فهو فوز للنزاهة، لأنني لم أشتر أو أجيش أصواتاً كما فعل غيري». ورد الدكتور الجبر على هذه الاتهامات وقال مستغرباً: «الأديب المعروف والمشهور في الوسط الثقافي، وله حضور كبير، التصويت الفردي سيوصله للفوز، لأن التصويت الجماعي سيضعه أمام لعبة التكتلات التي ستجبره على وضع يده في يد من لا يرغب أن يكون في يوم من الأيام أحد شركائه، فالقرار الجديد مع الأديب المثقف وليس ضده».وبرر تفاؤله ب«عملية انتخابية شفافة، ومجلس كفؤ، لأن الأسماء التي تقدمت لتترشح كلها أسماء لامعة ومعروفة وحراكها الثقافي والأدبي بارز، ومخاوفي تلاشت بعد غياب الأسماء الشاذة من هذا المشهد الثقافي، ومن بين 32 اسماً، نجد 20 شاعراً، والأمر الآخر أنني متفائل بأن المجلس المقبل سيكمل ما بدأنا من مشاريع ومن بينها المقر الرئيسي للنادي، إذ عقدنا أخيراً اجتماعاً مع المهندس عبدالله الشايب المسؤول عن إعداد تصميم مقر النادي، واعتمدنا التصاميم وقدمنا المخطط». لم يخفِ الدكتور الجبر أمنياته بأن «تفوز امرأة في الانتخابات». وأكداً على «أن الحضور النسائي مهم جداً، لكونه يلعب دوراً رئيسياً في الحراك الثقافي في المنطقة، وفي هذه الانتخابات وجدنا مشاركة 78 امرأة وخمس مرشحات، ولا أستطيع التكهن بنتائج فوزهن، لكنني أتمنى أن نجد شخصية نسائية بارزة ضمن الفائزين».