أفشى غياب لجنة مكافحة الفساد الإداري بتعليم مكةالمكرمة عن حل أي قضية تعليمية حتى الآن، سراً مثيراً لدى عدد كبير من الكوادر التعليمية والتربوية، فضلاً عن أولياء أمور الطلاب والطالبات، مستغربين من عدم فعاليته والنهوض بمهمته على رغم مضي عام كامل على قرار إنشائه. وكشفت آخر التقارير الرسمية التي أصدرتها جمعية حقوق الإنسان في منطقة مكة (حصلت «الحياة» على نسخة منه) أن أكثر الجهات التي خاطبتها الجمعية ووردت تظلمات منها، خصوصاً من أولياء الأمور الذين عانوا كثيراً من المشكلات والقضايا التربوية التي حدثت لأبنائهم وبناتهم داخل المدارس، هي مدارس التربية والتعليم بواقع 205 مخاطبات، ما يثير شكوكاً قوية حول مدى فاعلية هذا الجهاز. وكانت الإدارة العامة للتربية والتعليم للبنين في منطقة مكةالمكرمة أقرت تشكيل لجنة لمكافحة الفساد الإداري على مستوى الإدارة والمدارس. وأعلنت مباشرة اللجنة مهماتها قريباً، وستضع آلية للتعامل مع القضايا قبل ورودها إلى إدارة المتابعة فضلاً عن الاطلاع على الدليل الإجرائي لقضايا شاغلي الوظائف التعليمية. وشكا المعلم وليد القحطاني ل«الحياة» من عدم حل قضيته والنظر في شكواه ضد قرار النقل التعسفي الذي صدر ضده، من مدرسته إلى مدرسة أخرى بعيدة، فضلاً عن عدم تدخل أي جهة تعليمية أو تربوية كانت لحل قضيته، وقال: «مضى على شكواي عامان متتاليان من دون حل، ولا أعلم متى ستنظر إدارة التربية والتعليم لمشكلتي وتسعى لحلها»، مؤكداً أنه سئم من متابعة وملاحقة المسؤولين ومناشدتهم حل قضيته. وأوضح أن مشكلته بدأت مع مديره المباشر بسبب رفضه رفع سقف حصصه الدراسية عن المعدل المعقول، ما أثار حنق مديره وغضبه عليه، ودعاه إلى كتابة تقارير تعسفية ضده أدت أخيراً إلى نقله من مدرسته إلى مدرسة أخرى بعيدة، مشيراً إلى أن نقل مشكلته إلى إدارة التعليم لكنه لم يجد حلاً شافياً ووافياً حتى الآن. من جانبها، شكت أم عبدالله من تعامل لجنة القضايا في تعليم مكة مع قضية ابنها المعتدى عليه من أحد المعلمين في المدرسة التي يدرس فيها، من دون أن تحرك ساكناً لحماية ابنها من الضرر الذي يقع عليه، وقالت: «شكوت مدير المدرسة بعد اعتداء ذلك المعلم لكنه لم يتحرك أيضاً، محاولاً إخفاء القضية والتكتم عليها، واضطررت إلى رفع شكواي إلى إدارة التربية والتعليم في مكة التي شكلت لجنة للنظر في القضية، لكنها وللأسف الشديد لم تخرج بأي نتيجة منصفة لي ولابني». بدوره، وصف أحد أولياء الأمور بندر العبادي أعمال لجنة حل المشكلات في تعليم مكة بأنها بطيئة وروتينة وليست عاجلة وفعالة، وتابع متحدثاً إلى «الحياة»: «تعرضت ابنتي لمشكلة ما مع إحدى المعلمات داخل المدرسة الابتدائية التي تدرس بها، واضطررنا للانتظار شهراً كاملاً حتى تحضر لجنة التحقيق من إدارة التعليم بعد أن اندثرت القضية واختفت معالمها»، لافتاً إلى أهمية الإسراع في حل القضايا والمشكلات التربوية التي تعترض طريق أولياء الأمور وفلذات أكبادهم حتى المعلمين والمعلمات والكوادر التربوية الأخرى.