أكد محللون اقتصاديون أن ما شهدته سوق الأسهم السعودية أمس، من انخفاض وخسائر بلغت 69 بليون ريال، هو رد فعل للتخفيض الائتماني للديون الأميركية إلى مستوى AA+ الذي تم تخفيضه للمرة الأولى في تاريخها.وأوضح المحلل المالي تركي فدعق أن انخفاض سوق الأسهم السعودية أمس، بشكل كبير، هو رد فعل لما حدث نهاية الأسبوع الماضي في الأسواق العالمية من أحداث. وقال: «في يومي الخميس والجمعة الماضيين صدرت بعض البيانات الجديدة في الأسواق العالمية فيما يخص الديون الحكومية السيادية لإيطاليا وإسبانيا وما حدث فيهما من ارتفاعات تعتبر بيانات سلبية، ومن جانب آخر صدرت بيانات أميركية يوم الجمعة عن الاقتصاد الأميركي، كما أن مؤشر داون جونز هبط الخميس الماضي في أقوى هبوط له منذ سنتين، وهو أقوى هبوط للأسواق الأميركية منذ عام 2008، ونزلت المؤشرات إلى أكثر من 5 في المئة على مدار الأسبوع الماضي». وأوضح فدعق أنه «عند افتتاح سوق الأسهم السعودية أمس تلقى معطيات الأسواق العالمية التي حدثت خلال اليومين الماضيين». وأشار إلى أن الانخفاض الحاصل لسوق الأسهم أمس «هو رد فعل قوي لما حدث عالمياً، وهبطت معه السوق متأثرة بالبيانات السلبية الصادرة عن الأسواق العالمية في أوروبا من الديون الحكومية على بعض الدول الأوروبية، وفيما يخص الأسواق الأميركية بشأن البيانات الصادرة يومي الخميس والجمعة». وعن استمرار الانخفاض أشار فدعق إلى أن «الضغط على الأسواق لن يستمر بشكل كبير جداً، وهناك اجتماع للجنة السوق المفتوحة في البنك الفيدرالي الأميركي في 9 آب (أغسطس) الجاري، ومن المتوقع أن يصدر عن هذا الاجتماع بعض الإشارات عن بدء برنامج تجسير كمي ثالث، وهو ما سيدعم أسواق الأسهم الأميركية والعالمية، ويرتد على أسواق الأسهم السعودية». وتوقع تركي فدعق أن تستمر سوق الأسهم اليوم كما هي، وأضاف: «ليست هناك أي معطيات جديدة بسبب إغلاق الأسواق العالمية، ولكن بدءاً من الاثنين ستتم مراقبة الأسواق العالمية والتحركات التي من الممكن أن تحدث من بيانات وأرقام، وهل ستضغط على الأسواق بشكل أكبر أو يقل الضغط على الأسواق وتعاود حركاتها الإيجابية». وأكد أن نتائج سوق الأسهم السعودية في الربع الثاني كانت إيجابية وحققت أرباحاً أكثر من 25 في المئة عن أرباح الربع الثاني في العام الماضي، مضيفاً أن النتائج ممتازة، ولكن «رد الفعل ناتج من عوامل نفسية بشكل أساسي». من جهته، أوضح المحلل المالي الدكتور علي التواتي أن الهبوط الذي حدث في سوق الأسهم السعودية أمس السبت هو رد فعل للتخفيض الائتماني للديون الأميركية إلى مستوى AA+ الذي تم تخفيضه للمرة الأولى في تاريخها؛ و«هو ما أثر في سوق الأسهم السعودية بالاهتزاز»، مشيراً إلى أن الانخفاض الذي حدث «هو انخفاض متوقع». وأشار التواتي إلى أن «السوق السعودية كان يجب أن تصحح، والفترة الحالية في شهر رمضان فترة مناسبة؛ إذ لا يوجد طلب وسيولة كبيرة في السوق، كما أنه بعد نهاية شهر رمضان ستبدأ نتائج الربع الثالث؛ وبالتالي ستتماسك السوق مرة أخرى». وأضاف التواتي أن الانخفاض الذي حدث أمس متوقع نتيجة دخول شهر رمضان، إضافة إلى موسم العمرة والإجازة الصيفية؛ وهو ما أسهم فيما حصل، وتوقع التواتي أن تستمر التذبذبات في سوق الأسهم السعودية حتى نهاية شهر رمضان. وكان المؤشر العام للسوق السعودية قد هوى أمس خلال جلسة بداية الأسبوع بنسبة 5.5 في المئة، دون مستوى ال6100 نقطة، عند 6073 نقطة (-350 نقطة)، كأدنى مستوياته منذ آذار (مارس) الماضي، وسط هبوط شبه جماعي للأسهم المتداولة، بتداولات نشطة بلغت نحو 4.9 بليون ريال، هي الأعلى منذ شهرين. وقاد قطاعا البتروكيماويات والمصارف تراجعات السوق؛ إذ شهدت جميع أسهم شركات البتروكيماويات انخفاضات حادة فاقت 5 في المئة، وفي قطاع المصارف هبط سهم «مصرف الراجحي» أكثر من 5 في المئة عند 68.25 ريال، وانخفض «سامبا» 7 في المئة ، كما أقفلت أسهم عدة على انخفاض بالنسبة القصوى أو قريباً منها.