أطلق اليوم ناشطون معارضون عبر الانترنت شعار "دير الزور تستغيث"، إذ أن الكتائب المسلحة المعارضة للنظام السوري تواجه صعوبات كبيرة في إجلاء جرحاها من مدينة دير الزور وذلك بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" قبل أيام على مدخل المدينة، وهو الوحيد الذي كان مفتوحا أمامها. ويخوض مقاتلو المعارضة السورية في دير الزور معارك على جبهتين: الاولى تتركز اجمالا داخل المدينة مع قوات النظام، والثانية في ريفها الشمالي مع مقاتلي "داعش"، إذ تسيطر القوات النظامية على غالبية مداخل المدينة والمناطق المحيطة، باستثناء مدخل جسر السياسية من الجهة الشمالية الذي استولى عليه تنظيم داعش قبل أيام إثر معارك مع مقاتلي المعارضة الذين اضطروا الى الإنكفاء الى داخل المدينة. وكانت المعارك بين داعش وكتائب المعارضة السورية وأبرزها جبهة النصرة المتطرفة احتدمت في ريف دير الزور منذ بداية ايار(مايو)، مع محاولة واضحة من تنظيم داعش للوصول الى الحدود العراقية وإقامة تواصل مع عناصره داخل العراق، وتمكن بالفعل من دخول عدد من المناطق القريبة من الحدود والسيطرة عليها. ومنذ أيام قليلة بدأ "داعش" هجوما مباغتا على مناطق شمال العراق، وتمكنت من السيطرة على محافظة نينوى ومناطق في محافظتي صلاح الدين وديالى. وأوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن أن داعش بات يحاصر تقريبا المناطق التي يتواجد فيها مقاتلو المعارضة في مدينة دير الزور، وأن هؤلاء ينقلون أسلحة الى داخلها عبر قوارب صغيرة في نهر الفرات مصدرها ريف حلب وبعض مناطق الحسكة، موضحا أن "داعش" في سورية حصل خلال الايام الماضية على اسلحة من تشكيلاته في العراق عبر منطقة الهول الحدودية التي لا توجد فيها معابر رسمية، والتي تقع جنوبي شرق محافظة الحسكة السورية، ولا سيما بعدما تمت ازالة السواتر الترابية الموجودة على الحدود في المنطقة، وفتحت معابر غير قانونية يمر السلاح عبرها بشكل يومي. وكان الجيش السوري الحر طالب قبل أيام الدول الصديقة للمعارضة بدعم فصائله المقاتلة في محافظة دير الزور لمواجهة "داعش"، كما طالبها باعتبار محافظة دير الزور "منطقة منكوبة".