أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية نزار مدني، خلال استقبال نائب وزير الخارجية الأمير عبدالعزيز بن عبدالله للديبلوماسيين، حرص المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، ومروراً بعهود أبنائه الملوك ووصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على أن تربطها علاقات وثيقة بدول العالم كافة، تقوم على مبادئ الاحترام المتبادل والتعاون والتنسيق لما فيه تحقيق المصالح المشتركة مع جميع الدول، وبما يؤدي إلى المحافظة على عالم يسوده الأمن والسلام والاستقرار. وأوضح: «كما أن المملكة العربية السعودية انتهجت سياسة خارجية معتدلة تستند على ثوابت راسخة تتمثل في احترام المواثيق والعهود والشرعية الدولية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والمساهمة الفعالة في تحقيق الأمن والسلم الدوليين، وبذل الجهود المخلصة لدعم التعاون الدولي في الأصعدة كافة وعبر جميع القنوات والمحافل الدولية، ولم تألُ جهداً في سبيل دعم استقرار الدول ورفاهية شعوبها، إضافة إلى بصماتها الواضحة في مجال التخفيف من معاناة الشعوب التي تتعرض للمحن والكوارث، وفي مجال التقريب والتعايش السلمي بين الثقافات والحضارات». وزاد: «لعلها أيضاً مناسبة طيبة لنشيد فيها بالتعاون المخلص البنَّاء بين هذه الكوكبة من رؤساء البعثات المعتمدة ونظرائهم من المسؤولين السعوديين، في سبيل تعزيز وتوطيد علاقات بلدانهم مع المملكة العربية السعودية، التي لا تدخر وسعاً في تسخير إمكاناتها كافة لإنجاح مهمتهم، وتحرص كل الحرص على أن يجدوا على أرضها وبين مواطنيها كل الترحاب والتعاون لما فيه مصلحة الجميع». وأضاف متحدثاً عن الأمير عبدالعزيز بن عبدالله: «لا شك أن قربه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وعمله مستشاراً لمقامه، كان عاملاً مهماً هيأ الفرصة له لينهل من معين حكمة خادم الحرمين الشريفين، ويشهد عن كثب نهجه المميز في التعامل مع الأحداث وإدارة دفة القضايا، سواء ما تعلق منها بالشؤون الداخلية أو الخارجية. كما أن تقلده عدداً من المهمات السياسية والديبلوماسية ومشاركته في وفود المملكة على مستوى القمة سواء في الزيارات الثنائية أو في المؤتمرات الدولية أكسبه من دون شك معرفة ضافية ودراية كافية وخبرة وافية، إلى جانب ما يتمتع به من صفات ومؤهلات جمة مكنته من نيل الثقة الغالية، بتعيينه في هذا المنصب المرموق، ليشكل بذلك إضافة نوعية للديبلوماسية والسياسة الخارجية السعودية تتسق وطموحات وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، وبما ينسجم مع رؤية وتوجهات قيادتنا الرشيدة». وألقى نائب وزير الخارجية الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز كلمة قال فيها: «اسمحوا لي قبل أي أمر أن أقدم خالص شكري لصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، على حسن ظنه، وترشيحه لشخصي نائباً لوزير الخارجية، والذي جاء متوجاً بالثقة الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأمره الكريم بالموفقة على ذلك. أيها الحضور الكرام من الإخوة والأصدقاء، سفراء وممثلي الدول، تعلمون جميعاً بأن العلاقات التاريخية بين المملكة العربية السعودية وبين دولكم قامت على الثقة، وصيانة روابط الصداقة من أية مؤثرات أو تأثيرات قد تخل بها». وأضاف «منطلق هذا كله قائم على اعتبارات متعددة وثابتة، انتهجتها السياسة السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين، والتي تقوم على مبادئ لا حياد عنها، منها عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، أو التعرض لسيادتها، والعكس صحيح، ولكنها تقوم على مبدأ ترسيخ العلاقات التاريخية مع الدول وفق تبادل المنافع والمصالح المشتركة». وخاطب زملاءه في وزارة الخارجية قائلاً: «لقد أصبحت اليوم واحداً منكم، وإني لأسأل الله - جلت قدرته - أن يمدني بالعون والسداد، وأن أكون على مستوى المسؤولية التي حملت إياها. ولا يكون ذلك إلا بتكاتفنا جميعاً لتقديم أفضل عطاء، نتمكن من خلاله من خدمة ديننا ووطننا ومليكنا، والسعي بفاعلية لتمثيل السياسة السعودية خير تمثيل، ومن هذا المنطلق أقول لكل واحد منكم: إن رحابة صدري تتسع لكل رأي، فلا خير فيمن يعتد برأيه ويهمش الآخر».