نيقوسيا، باريس، بروكسيل، ماناغوا - أ ف ب - مع تراجع سخونة الجبهات العسكرية يسعى النظام الليبي الى تكثيف جهوده السياسية. فبعد ارساله وفداً في جولة على اميركا اللاتينية أعلن نجل الزعيم الليبي سيف الاسلام ان اسرته توصلت الى اتفاق مع المتمردين الاسلاميين للتخلص من المعارضة العلمانية التي تطالب برحيل والده، الأمر الذي نفاه احد القادة الاسلاميين معتبراً انها «اكاذيب لخلق صدع في الصف الوطني». وكان رئيس نيكاراغوا دانيال اورتيغا صرح اثر اجتماعه مع وفد ليبي ليل الاربعاء - الخميس ان العقيد معمر القذافي مستعد لاجراء انتخابات لتسوية النزاع في بلده شرط توقف عمليات القصف التي يشنها حلف شمال الاطلسي. ونفى علي الصلابي، احد القادة الاسلاميين المعارضين في ليبيا، التوصل الى «تفاهم» مع عائلة القذافي الذي اعلنه سيف الاسلام، مؤكداً ان «كلام سيف الاسلام لا اصل له واكاذيب لخلق صدع في الصف الوطني». وكان سيف الاسلام القذافي صرح لصحيفة «نيويورك تايمز» امس ان اسرته توصلت الى اتفاق مع المتمردين الاسلاميين للتخلص من المعارضة العلمانية التي تطالب برحيل والده، مؤكداً ان المتمردين العلمانيين «سيفرون جميعهم او سيقتلون». واكد الصلابي انه اجرى محادثات مع سيف الاسلام القذافي، من دون تفاصيل عن مواعيدها، لكنه قال إنه باق على تحالفه مع المعارضين الساعين لإطاحة أسرة القذافي من السلطة. واوضح ان «حوارنا معهم ارتكز في السابق وسيرتكز على ثلاث قضايا هي رحيل القذافي وابنائه وخروجهم من ليبيا، وحفظ العاصمة من الدمار، وحقن دماء الليبيين»، مؤكدا انها «ثوابت لا لبس فيها». ميدانياً، تراوح الاشتباكات مكانها من دون تغيير يذكر في مواقع الطرفين. واتهمت السلطات الليبية الخميس حلف شمال الاطلسي بقتل ام وطفليها وهدم منزلهم في غارة شنها على حي في غرب مدينة زليتن على بعد 150 كلم الى الغرب من طرابلس. وكان الناطق باسم الحكومة الليبية موسى ابراهيم نفى المعلومات التي اشارت الى تقدم قوات الثوار الى داخل مدينة زليتن، واكد ان المدينة وضواحيها لا تزال «تحت السيطرة الكاملة» لقوات النظام. في غضون ذلك، بدأ المجلس الوطني الانتقالي الخميس في بنغازي (شرق) محادثات مع ممثلين عن القبائل بعد اغتيال رئيس اركان الثوار اللواء عبد الفتاح يونس، وذلك بعد تشكيل لجنة تضم ممثلين عن القبائل الرئيسية في شرق البلاد مساء الاربعاء خلال يوم عزاء في منزل اللواء يونس. وبدأت اللجنة، المؤلفة من 28 عضوا يمثلون القبائل وهيئات المجتمع المدني و»ائتلاف 17 فبراير» الذي يضم تنظيمات وجمعيات عدة شاركت في الانتفاضة على نظام القذافي، مفاوضات مع المجلس الانتقالي بهدف القاء الضوء على ظروف اغتيال اللواء يونس وتبديد غضب قبيلة العبيدي التي ينتمي اليها. وقتل اللواء يونس الجمعة الماضي في ظروف غامضة بعد ان استدعاه المجلس الانتقالي الى بنغازي لاستجوابه حول امور عسكرية.