الرياض - رويترز - تشهد الأسواق السعودية ارتفاعاً في بعض أسعار المواد الغذائية الأساسية مع زيادة الطلب عليها خلال شهر رمضان، يقدّره محللون هذه السنة ب15 إلى 25 في المئة. ومع ذلك لا يعزف السعوديون عن الإنفاق ويرون أنه لا يمكن تجاهل التقاليد والعادات الاجتماعية بأي حال من الأحوال. وتقول مدرّسة سعودية وأم لخمس بنات خلال مقابلة مع وكالة «رويترز» في إحدى أسواق الرياض: «هناك فرق كبير بين الأسعار قبل 5 سنوات وحالياً... لم أكن أنفق أكثر من ألف ريال (266.7 دولار) لتجهيز مؤونة الشهر الكريم... حالياً أنفق ثلاثة أضعاف ذلك المبلغ للحصول على السلع ذاتها». ومع الإقبال الكبير من المستهلكين على التسوق في رمضان، يتوقع الكاتب الاقتصادي طارق الماضي أن ترتفع مبيعات قطاع التجزئة بنسبة 15 في المئة خلال الشهر. وعند مقارنة الأسعار بالعام الماضي يشكو المستهلكون من زيادة ملحوظة. وترى المدرّسة أن أسعار التمور هذا العام ارتفعت في شدة كما ارتفعت أسعار اللحوم والمواد الخام الخاصة بصنع الحلويات بما يقارب 20 في المئة. وتشتد المنافسة بين متاجر «السوبر ماركت» و «الهايبر ماركت» لجذب المتسوقين عبر عروضها الترويجية والجوائز والهدايا المغرية والتي تصل إلى سيارات فاخرة. وعشية رمضان اكتظت المحال بالمشترين الذين يسعون إلى شراء مؤونة الشهر خلال بضع ساعات. ويؤكد مستهلكون أن موجة ارتفاع الأسعار لم تبدأ قبل الشهر الفضيل، لكن منذ أن أعلن الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن منح شملت زيادة الرواتب في آذار (مارس) الماضي. ووفقاً لأحدث بيانات لمؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي) سجلت قيمة المبيعات عبر عمليات نقاط البيع في السعودية - وتمثل ما ينفقه المستهلكون عبر بطاقات الصرف الآلي وبطاقات الائتمان في مراكز التسوق الكبرى ومحلات التجزئة وغيرها - ارتفاعاً نسبته 40 في المئة خلال حزيران (يونيو) لتبلغ 9.17 بليون ريال مقارنة ب 6.5 بليون قبل سنة. كما ارتفعت السحوبات النقدية من أجهزة الصرف الآلي في السعودية في حزيران إلى 49.6 بليون ريال، بزيادة 24 في المئة مقارنة ب 39.9 بليون قبل سنة. ويقول المستشار الاقتصادي السعودي عبدالوهاب أبو داهش: «من المتوقع أن يتجاوز إنفاق السعوديين في رمضان الرقم المسجل في حزيران»، عازياً ذلك بخاصة إلى «ارتفاع الرواتب». وفي ظل زيادة الأسعار وارتفاع الإنفاق، يتوقع أبو داهش ارتفاع معدل التضخم السعودي لا سيما في ظل تراجع الدولار.