همسات حزينة وتساؤلات مريرة من أب يحمل في جعبته الكثير من الألم والحزن على ابنته التي لم تبلغ بعد عامها العاشر، وتعاني من عيب في العمود الفقري منذ ولادتها بسبب خطأ طبي. طوال تلك السنوات كان المزاج العام ل«أبي حسونة» يتغير بحسب الحالة الصحية لفلذة كبده، إلا أن الوضع في الآونة الأخيرة تغير تماماً، فأصبح أسيراً للأرق ورفيقاً للهموم، فقد علم أن حال ابنته الصحية متوقفة، بعد قدرة الله عز وجل، على إجراء جراحة تبلغ كلفتها نحو 120 ألف ريال. ولا يخفي أبو حسونة أنه وأسرته، «نقاسي الحزن ونشعر بالضعف والعجز عندما تعود ابنتنا من المدرسة وهي محطمة بسبب نظرات الاستغراب من زميلاتها»، مستدركاً بأنه لم يستطع النظر في عيني ابنته عندما تسأله عن اعوجاج ظهرها. وبنبرات حزينة، يتابع: «كرهت ابنتي المدرسة، وهي الآن لا تريد أن تذهب إلى المدرسة بسبب معاناتها وخوفها من الأطباء والمراجعات»، مشيراً إلى أن الواقع الذي تعيش فيه أسرته ومصير ابنتهم المجهول أرهقهم وأربك حياتهم. ويستطرد: «طرقت جميع الأبواب بما في ذلك الديوان الملكي ووزارة الصحة ولم يتفاعل معنا أحد»، مبدياً خوفه من استمرار ابنته على هذه الحال المزرية. ويتساءل أبو حسونة: «كيف يمكن أن تعيش أسرة في سعادة وابنتهم على هذا الوضع؟»، لافتاً إلى أن راتبه الشهري لا يتجاوز 1800 ريال، وهو مبلغ لا يكاد يكفي مصاريف الأسرة. ظل أبو حسونة يراجع الأطباء ويتنقل بين المستشفيات حتى دخل اليأس إلى نفسه، «مع ذلك لا أستطيع السكوت على ما تمر به ابنتي، خصوصاً أنني بدأت أقلق عليها من الأمراض النفسية، في ظل استمرار الناس بسؤالها عن حالها الصحية». والدة الفتاة تترقّب بفارغ الصبر إجراء الجراحة، «لم تتوقع زوجتي أن تستمر ابنتنا في معاناتها إلى هذا الوقت»، مؤكداً أن المجتمع الخارجي أصابنا وابنتنا بإحباط ممزوج بالحزن، إلا أن إيماننا بالله يجعلنا ننتظر من يفتح لنا باب الأمل». ويوضح أبو حسونة: «بعد أعوام من المحاولات والمراجعات علمنا أن الجراحة هي باب الأمل الذي انتظرناه، حتى مع كلفة الجراحة الباهظة، ولذا فإني أتمنى من المحسنين في هذه البلاد وفي مقدمهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين مساعدتنا على إجراء هذه الجراحة في أقرب وقت ممكن»، مضيفاً: «لم أعد قادراً على تحمل رؤية ابنتي وهي تمشي على الأرض وتتألم».