صوّت البرلمان العراقي أمس بالإجماع على اعتبار «الجرائم» التي اركتبها النظام السابق بحق الكرد الفيليين «جرائم إبادة جماعية»، فيما أرجأ مناقشة تقرير «لجنة تقصي الحقائق» في شأن القصف الإيراني القرى الحدودية في إقليم كردستان. وكان البرلمان عقد أمس جلسته الاعتيادية برئاسة أسامة النجيفي وبحضور 210 أعضاء، وكان من أبرز بنود جدول الأعمال «التصويت على مشروع اتفاق التعاون بين حكومة جمهورية العراق والمنظمة الدولية للهجرة، ومناقشة تقرير حول واقع الكهرباء، والقراءة الأولى لمشروع قانون تصديق مذكرة التفاهم بين حكومة جمهورية العراق والاتحاد الأوروبي في شأن الشراكة الاستراتيجية في مجال الطاقة، والقراءة الأولى لمشروع قانون الأحزاب، ومناقشة البرنامج الحكومي». وقال الناطق باسم كتلة «التحالف الكردستاني» مؤيد الطيب ل «الحياة» إن «البرلمان صادق خلال جلسته وبالإجماع على مشروع قرار اعتبار الجرائم التي ارتكبها النظام العراقي السابق ضد الكرد الفيليين إبادة جماعية»، مشيراً إلى أن هذا التعريف يستند إلى ميثاق الأممالمتحدة لمفهوم الإبادة الجماعية على أنها «ممارسة تهدف إلى تدمير المقومات الأساسية لحياة مجموعات إثنية». وتعرض الكرد الفيليون للتهجير القسري إبان حكم الرئيس العراقي الأسبق أحمد حسن البكر في عامي 1970 و1975، ومن بعده في عهد صدام حسين في 1980، بحجة التبعية لإيران. وعلمت «الحياة» أن البرلمان أرجأ مناقشة تقرير لجنة تقصي الحقائق في شأن القصف الإيراني القرى الحدودية في إقليم كردستان بسبب خلاف حول توصيات اللجنة. وكانت اللجنة أكدت في تقريرها أن قرى كردية تتعرض إلى «قصف عشوائي من دون وجود أي مبرر قانوني دولي، خلافاً للاتفاقات الثنائية، ما يشكل اعتداء وفق الأعراف الدولية». وحذر التقرير من أن «استمرار القصف على ما هو عليه سيشعل أزمة سياسية واجتماعية بين الحكومتين العراقية والإيرانية، إذا لم تعالج المشكلة بالطرق السلمية والديبلوماسية». إلا أن الكتلة الكردية أصرت على أن يتضمن التقرير تصويت النواب على إلزام الحكومة الاتحادية تفعيل جهودها لوقف القصف الإيراني القرى الحدودية في إقليم كردستان والمطالبة بوقف القصف الإيراني وتعويض الضحايا. إلى ذلك قال رئيس «لجنة النزاهة البرلمانية» بهاء الأعرجي إنه سيتم خلال الفترة المقبلة توجيه أسئلة إلى وزير النفط حول البنزين المستورد بعدما أشارت وزارة الخارجية الصينية إلى احتوائه مواد مسرطنة تتسبب في تلف خلايا الدماغ. وأضاف الأعرجي في بيان تلقت «الحياة» نسخة منه إن «مشكلة البنزين المستورد أنه من النوعية الرديئة جداً وأن الوزارة تضيف إليه رابع اثيل الكربون بنسبة كبيرة. وقد استحصلنا على كتب من وزارة البيئة والتعليم العالي تثبت رداءة هذه المادة».