بعد خمسة أيام على استضافة مدينة الإسماعيلية للدورة ال17 من مهرجانها الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، أسدل الستار على فعالياته بحضور العديد من النجوم والسينمائيين من حول العالم، و ذلك عبر توزيع الجوائز على صناع الأفلام الفائزة، في وجود السينمائي كمال عبد العزيز رئيس المهرجان ورئيس المركز القومي للسينما، والسيناريست والمنتج محمد حفظي مدير المهرجان. ومع نهاية أيام الإسماعيلية السينمائية، تم تكريم المخرج المصري على الغزولي عن مجمل أعماله التي ساهمت في تطوير السينما التسجيلية في مصر، وأيضاً تم تكريم المخرج السوري الكبير محمد ملص، وتسلمت الجائزة بالنيابة عنه الصحافية السورية لمى طيارة. وقد استنكر سينمائيون مصريون منْعَ السلطات المصرية المخرج ملص من دخول البلاد، حيث كان مُعلناً أنه سيتولى رئاسة لجنة تحكيم مسابقة الأفلام التسجيلية في المهرجان، إضافة إلى تكريمه وعرض فيلميه «المنام»، و«فوق الرمل.. تحت الشمس». وقال السينمائيون في بيان إنهم: «ينددون بقرار السلطات منع المخرج السوري الكبير محمد ملص من دخول مصر لأسباب غير معلنة، على رغم اختياره رئيساً للجنة تحكيم مسابقة الأفلام التسجيلية في المهرجان الذي تقيمه وزارة الثقافة». وتابع البيان أن الموقعين يرفضون «عودة أساليب المنع وتقييد الحريات تحت أي دعاوى ومبررات». ومن الموقعين على البيان المخرجون مجدي أحمد على، فيولا شفيق، أحمد فوزي صالح، تهاني راشد وماجي مرجان، ومن النقاد محمد الرفاعي، محسن ويفي، سمير فريد ومجدي الطيب. من جهة أخرى، أكد محمد حفظي المنتج ومدير المهرجان، أن من أبرز مميزات هذه الدورة كان حضور الجمهور إلى قاعات العرض وانتظام الندوات وقوة برنامج المسابقات ومشاريع سوق الإنتاج المشترك، معتبراً أن معايير نجاح أي مهرجان هي اختيار الأفلام وانضباط العروض والتنظيم والتغطية الإعلامية ومشاركة الجمهور. وعند إعلان النتائج، فاز الفيلم المصري «موج»، بجائزة أفضل فيلم تسجيلي طويل في المهرجان، ونال فيلمان من بولندا جائزتي أفضل عمل تسجيلي قصير وروائي قصير. «موج» الذي أخرجه المصري أحمد نور يقدم جانباً مما جرى في مدينة السويس خلال أحداث يناير 2011، حيث كانت السويس «الشرارة الأولى التي أشعلت الثورة». وفاز بجائزة لجنة التحكيم الفيلم التسجيلي الطويل «حبيبي يستناني عند البحر» للفلسطينية ميس دروزة، والفيلم إنتاج فلسطيني- أردني– قطري- ألماني مشترك. وعرض المهرجان 60 فيلماً منها 48 فيلماً تنافست في أربعة أقسام، هي التسجيلي الطويل والتسجيلي القصير والروائي القصير وأفلام الرسوم المتحركة. وينال مخرج أفضل فيلم في كل قسم ثلاثة آلاف دولار، أما مخرج الفيلم الفائز بجائزة لجنة التحكيم، فيحصل على 2000 دولار. وفاز بجائزة أفضل عمل تسجيلي قصير الفيلم البولندي «جوانا» من إخراج أنيتا كوباتش. وفي المسابقة نفسها، فاز الفيلم الإسباني «زيلا تروفك» إخراج آسيير ألتونا بجائزة لجنة التحكيم. وفي مسابقة الأفلام الروائية القصيرة فاز الفيلم البولندي «فلورا وفاونا» من إخراج بيوتر ليتفين بجائزة أفضل عمل، في حين نال جائزة لجنة التحكيم الفيلم المصري «ألف رحمة ونور» لدينا عبد السلام. وفي مسابقة أفلام الرسوم المتحركة فاز الفيلم السويسري «الكشك» من إخراج أنيت ميليس بجائزة أفضل فيلم وذهبت جائزة لجنة التحكيم للفيلم الفنلندي «الكعب العالي عالي» إخراج كريستر لندستروم. وقبل يوم من انتهاء الدورة ال17 للمهرجان، اختتم منتدى الإسماعيلية للإنتاج العربي المشترك فعاليات دورته الثانية، وذلك بالإعلان عن مشاريع الأفلام الفائزة بجوائز، ومنح التمويل من بين عشرة مشاريع تسجيلية شاركت بالدورة الثانية من المنتدى. وفاز بجائزة مرحلة ما بعد الإنتاج مشروع فيلم الأسماك تُقتل مرتين» للمخرج المصري أحمد فوزي صالح بقيمة 15 ألف دولار مقدمة كخدمات من شركة أروما، ويتابع الفيلم قصة شابين يعشقان كرة القدم تم اتهامهما بالاشتراك في قتل جمهور فريق الأهلي في ملعب بورسعيد، وقد حُكم عليهما بالإعدام، وتبدو حياة كل منهما طبيعية على السطح، لكن بخدش هذا السطح يتضح أن لا شيء طبيعياً. كما فاز بجائزة مرحلتي التطوير والإنتاج مشروع فيلم «حروب ميغيل» للمخرجة اللبنانية إليان الراهب، وتبلغ قيمة الجائزة 5 آلاف دولار مقدمة من شركة أروما، وتدور قصة الفيلم حول رحلة ميغيل المليئة بتحديات الذات، وبحثه عن الحب الحقيقي. وذهبت جائزة سين للمونتاج إلى مشروع فيلم «الرقص مع الرصاصة» للمخرج العراقي ضياء خالد جودة، ونال مشروع فيلم «الرجل خلف الميكروفون» للمخرجة كلير بلحسين جائزة بقيمة 5 آلاف دولار مقدمة من هشام الغانم مدير العمليات في شركة السينما الكويتية باسم المركز القومي للسينما الكويتية وشركته. وقد تكونت لجنة تحكيم مشاريع منتدى الإسماعيلية من المخرجة التسجيلية المصرية تهاني راشد، المخرج والمنتج جاد أبي خليل. منتدى الإسماعيلية للإنتاج العربي المشترك هو الأول من نوعه الذي يتخصص في الأفلام التسجيلية وحدها، حيث يتيح فرصاً لصناع الأفلام التسجيلية لإجراء المقابلات مع الخبراء، وكلاء المبيعات والممولين.