تباهت إسرائيل أول من أمس بتسلم العقيد الدرزي غسان نايف عليّان منصب قائد إحدى أهم الوحدات في جيش الاحتلال، «لواء غولاني» للمشاة، بعد سبعة أشهر على قرار رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال بيني غانتس تعيينه لهذا المنصب ومصادقة وزير الدفاع موشيه يعالون عليه لاحقاً، ليكون أول درزي يقود اللواء في تاريخ الجيش. وجرى تقليد غسان رتبته العسكرية الجديدة في احتفال رعاه قائد المنطقة العسكرية الشمالية اللواء يئير جولان ولفيف من أعضاء هيئة الأركان. وتدرج عليان، وهو من سكان مدينة شفاعمرو وابن عائلة معروفة بدعمها حزب «ليكود»، مناصب عسكرية عديدة، آخرها منصب نائب قائد التشكيل العسكري لجيش الاحتلال في هضبة الجولان، وقبلها قائد «كتيبة الهدهد» وقائد كتيبة في لواء «غولاني» وقائداً للواء الاحتياط «الكسندروني» وقائداً للواء «منشيه». واشتهر عليان حين أصيب إصابات بالغة خلال الحرب على لبنان صيف العام 2006، عندما كان قائداً لكتيبة «روتم». وينص القانون الإسرائيلي على إلزام كل من يبلغ الثامنة عشرة من اليهود والدروز (باستثناء من يصرح أنه متدين) الخدمة العسكرية لثلاث سنوات. ويختار عدد لا بأس به من الجنود الدروز البقاء في الجيش النظامي ليشكل مصدر رزق له. ونجح القلائل في تبوؤ مناصب رفيعة في الجيش. وترى إسرائيل في هذا التعيين دعايةً يخدم ادعاءها بأنها لا تميز بين المواطنين الذين يؤدون الخدمة العسكرية، علماً أن البلدات العربية الدرزية تعاني على أرض الواقع التمييز ذاته الذي تتعرض له سائر البلدات العربية. وتأمل أوساط عسكرية في أن تساهم ترقية عليان في ترويج مشروعها الجديد لتجنيد الشبان المسيحيين في جيش الاحتلال، وهو مشروع تدعمه الحكومة ورئيسها بنيامين نتانياهو بكل قوة، ويلقى إلى الآن الرفض شبه القاطع رغم وجود قلائل ينشطون في أوساط المسيحيين لإقناعهم ب «فوائد» الالتحاق بالجيش.