رصدت الامارات تعهدات مالية كبيرة ومساعدات ستقدمها للدول النامية في مجال تطوير مصادر الطاقة المتجددة، في حال فوزها في دعم دولي لاستضافة المقر الدائم ل «الوكالة الدولية للطاقة المتجددة» (ايرينا) في مدينة «مصدر» في أبو ظبي. وتُنتخب الدولة التي ستستضيف المقر الدائم ل «الوكالة» في اجتماع تعقده الدول ال82 التي انضمت إلى الوكالة الدولية في 29 من الشهر الجاري في منتجع شرم الشيخ المصري. وكانت الإمارات تقدمت رسمياً بطلب استضافة المقر العام ل «الوكالة» في أبو ظبي، وينافسها على استضافته كل من ألمانيا والنمسا والدانمرك. وقاد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي تحركاً واسعاً شارك فيه وزراء الطاقة والاقتصاد والتجارة، وزار معظم الدول التي انضمت الى الوكالة في القارات الخمس والدول المرشحة للانضمام اليها لكسب دعمها، وقال: «تلقينا دعماً كبيراً من دول أوروبا وأميركا اللاتينية وآسيا وأفريقيا لاستضافة المقر العام الدائم للوكالة في أبو ظبي، بهدف المضي قدماً في توفير حلول الطاقة المتجددة لكل الدول، وبتكلفة منخفضة، لا سيما ان المنطقة تشكل حلقة وصل بين الدول المتطورة والنامية، وان الإمارات توفر التزاماً ثابتاً حيال الطاقة المتجددة والتغير المناخي». وأشارت الامارات الى أنها ستقدم دعماً إلى الدول النامية لمساعدتها في تنفيذ برامج الطاقة المتجددة. وقدم «صندوق أبوظبي للتنمية» عرضاً لمساعدة الوكالة في التواصل للدول النامية من خلال وسائل ملموسة، وسينشئ صندوقاً خاصاً تصل مساهمته إلى 50 مليون دولار سنوياً لدعم المشاريع التي تقوم بها «ايرينا» في مجال الطاقة المتجددة، مُركزاً على التكنولوجيا المنخفضة الكلفة التي تلبي احتياجات هذه الدول. وتساهم استضافة المقر في مدينة «مصدر» الخالية من الكربون والنفايات في أبو ظبي، التي ستغذى بالكامل من الطاقة المتجددة، في وضع الوكالة في «وسط المركز العالمي الجديد المتخصص في الطاقة المتجددة». وتستوعب مدينة «مصدر» عند الانتهاء من تنفيذها 1500 شركة، منها «مركز جنرال الكتريك للابداع البيئي» الأميركي، ما يشكل مجمّعاً تكنولوجياً يساهم في الابتكار في مجال الطاقة البديلة. وعرضت الإمارات توفير موارد مالية ضخمة لاستضافة مقر الوكالة، وتغطية كل النفقات التشغيلية المتصّلة بموقع الوكالة، والعمل على توفير تسهيلات لعقد المؤتمرات والخدمات المتصلة بها، فضلاً عن تحمل كل تكاليف سفر المشاركين وتحويل مساهمات الأعضاء في تمويل القضايا المركزية للوكالة، كتوظيف الكوادر المتخصصة وتمويل مشاريع العمل. وستغطي حكومة الإمارات تكاليف البنية التحتية والدعم، كتمويل الأبحاث والخدمات التشغيلية والفرش وتقنية المعلومات والاسكان وإعادة تموضع موظفي الوكالة، ورصدت لهذا الغرض 136 مليون دولار، ستدفع منها 70 مليوناً نقداً لاستضافة «أيرينا» خلال السنوات الأولى.