هل يكرر منتخب البرازيل "واقعة" أنه كلما أخفق في كأس كوبا أميركا يعوّض بإحراز لقب كأس العالم، المقررة نسختها المقبلة عام 2014 على أرضه؟ عموماً لم يحدث أن خرج منتخبا البرازيل والأرجنتين معاً باكراً من "كوبا أميركا"، كما لم يحدث أن أهدر البرازيليون الركلات الركنية كلها في مباراة دولية "ترجيحية" كما حصل معهم أمام باراغواي بعد التعادل السلبي (صفر – 2)، في ربع نهائي البطولة الأميركية، التي عاد لقبها إلى أوروغواي. لكن التبصّر للمستقبل دونه عقبات عدة على رغم الإحاطة الهادئة بالهزيمة ومحاولة الإنطلاق من جديد، علماً أن الصحف البرازيلية شنت حملات بعد التفريط باللقب (بطل النسختين الأخيرتين) "والتنازل عنه"، وسخرت من المدير الفني مانو مينيزيس، ولو في نطاق محدود، ومن أداء اللاعبين وإظهارهم "عدم كفاءة تاريخية". وتساءلت "كوريو برازيلينشي" عن الرهان الملقى على عاتق المدرب مينيزيس لمواصلة مهامه حتى مونديال 2014 الذي تستضيفه البرازيل على أرضها للمرة الأولى منذ 1950. وشدد مينيزيس الذي تسلّم منصبه خلفاً لكارلوس دونغا بعد خروج البرازيل من ربع نهائي مونديال جنوب أفريقيا 2010 أمام هولندا (1-2)، في أكثر من مناسبة أن الأولوية بالنسبة له ستكون نهائيات 2014. لكن التساؤل الكبير في ظل تبعات كوبا أميركا، هل يمكن هضم فشل ال"سيلسياو" في إتمام المهمة المطلوبة منه خصوصاً تجاه الجمهور ووسائل الإعلام؟ عموماً، يبدو أن مينيزيس (49 سنة) يحظى بدعم رئيس الاتحاد ريكاردو تكسييرا. وهو أعلن عقب الخروج من كوبا أميركا أن "وقائع المباراة أمام باراغواي تؤكد ضرورة السير في خطة البناء لنقدّم أفضل صورة في المونديال على أرضنا"، مشيراً إلى أهمية العمل لصقل هدافين. وأضاف: "أثق في عمل الفريق ويجب أن نواصل المضي قدماً في هذا الإتجاه". كما دافع معظم اللاعبين عن مدربهم، وطالب مايكون بمنحه الثقة "لتفادي تلقيه معاملة غير ملائمة مثل التي نالها سلفه دونغا" بحسب رأيه. واعتبر ألكسندر باتو أن "النتيجة كانت سيئة لكننا قدمنا أفضل أداء". لم يقدم المنتخب في المباريات الاختبارية التي سبقت كوبا أميركا في الأرجنتين الكثير. وظهر أن التعويل على غانسو (21 سنة) ونيمار (19 سنة) لا يكفي وحده، ومساندتهما لباتو وفرد أو العكس غير مجدية دائماً. تحاشت البرازيل الخروج من الدور الأول عقب الفوز على الإكوادور (4 – 2) - هدفان لكل من باتو نيمار- فهدأت الانتقادات قليلاً. وخفت مناقشة مينيزيس في خياراته وإعتماده على أسماء محددة، وتفضيله داني ألفيش ومايكون "الخاصرة اليمنى"، وتجديده الثقة بروبينيو، وإعتماده على تياغو سيلفا ودافيد لويز. ولفت مينيزيس الساعي إلى تحسين صورته، علماً أنه لا يحظى بشهرة طاغية عرفها بعض أسلافه آخرهم النجم السابق الكابتن دونغا، إلى تربيته صغاراً (مينيوس) في مقدمهم لاعبا سانتوس غانسو ونيمار. لكن التشكيلة الذهبية لم تعد مخيفة وترعب المدافعين كما عهدناها، إذ تخلو من وجوه وأسماء من قامة كاريكا وروماريو ورونالدو. ولا يزال باتو طري العود، ويحتاج نيمار إلى جرعات من النضوج. وقد يكون مايكون الوحيد الذي يملأ مركزه ويقنع الجميع. ومقارنة مع عهد دونغا، فإن مواهب تشكيلة مونديال 2010 أقل ربما لكن التوازن كان أوضح. وحالياً هناك مواهب فردية ممتازة دفاعاً وهجوماً، لكن تلزمهما خلطة ما تفرز "توليفة" قد تحمل اسم "خلطة مينيزيس". هكذا يترقب كثر ما سيقدم عليه مينيزيس بعد السقوط في إمتحان باراغواي، ومنهم مورساي رامالو (55 سنة) مدرب سانتوس المطروح إسمه للقيادة. فالخسارة جعلت أسهم مينيزيس تنخفض على رغم أن موقعه لا يزال محصناً. وكما يبدو قد يغض أنصار ال"سيليساو" والصحافة الطرف، ويُعطى المدير الفني فرصة أخرى إفساحاً في المجال أمام تأقلم المجموعة ونضوج غاتسو ونيمار. وهي باختصار "فرصة ذهبية" جديدة لمينيزيس.