على أن مشاركات الدول العربية والإسلامية في كأس العالم تراجعت هذا الموسم والذي قبله، إلا أن منظمات إسلامية عدة تحاول استثمار المناسبة الأضخم عالمياً هذا الصيف، في الترويج لأهداف، وإيصال رسالة بلدانها، ودينها إلى أمم من البشر، القاصدة البرازيل. وفي السعودية التي تناقص فيها دور المنظمات الإسلامية العابرة للقارات، تفرّدت الندوة العالمية للشباب الإسلامي بمحاولة تغطية الفراغ الذي أحدثه ملاحقة التنظيمات الإسلامية بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر)، وسجلت حضوراً في مناسبات حافلة عدة مثل كأس العالم. غير أن البرازيل ومثلها جميع دول أميركا اللاتينية التي تشتهر بصداقتها المميزة مع العرب، مكّنت «الندوة» من إحياء المناسبة بشكل لافت، إذ يتزامن كأس العالم بتدشينها جامعاً في واحدة من أكبر مدن البرازيل التي تشهد سباقات كأس العالم، وهي مدينة ريودي جانيرو. وكشف مدير مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي في البرازيل الشيخ جهاد حسن حمادة، تفاصيل البرنامج الدعوي الذي ستنفذه الندوة العالمية للتعريف بالإسلام في بطولة كأس العالم لكرة القدم 2014 التي ستقام في البرازيل، وقال:«اتخذنا جميع الإجراءات وبدأنا في عملية التنفيذ، إذ قام مكتب الندوة بتسلّم المواقع التي ستقام عليها المعارض والمخيمات الدعوية وهي بجوار الملاعب التي ستقام عليها مباريات الافتتاح، ونصف النهائي ونهائي البطولة». وبيّن حمادة أن البرازيل تحتضن مختلف الجنسيات من العالم، ويبلغ عدد الجالية العربية حوالي 12مليون، أغلبيتهم في ولاية ساوباولو، لذلك اختارت الندوة العالمية ضمن فعالياتها لكأس العالم 2014 إقامة معرضين كبيرين باسم «الحرمين الشريفين» في كل من مدينة ساوباولو وفوزدو إغواسو للتعريف بالحرمين الشريفين ورسالة الإسلام، وستوزع كتب ومطويات وبروشورات وأفلام وثائقية باللغة الإنكليزية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية، مدعومة بشاشات عرض ضخمة للمسجد الحرام، والمسجد النبوي، للتعريف بالإسلام والحضارة الإسلامية، وإسهامات المسلمين في النهضة العلمية والفكرية عبر التاريخ. وأضاف أن المؤسسة إلى جانب ذلك أقامت خياماً وأنشطة دعوية بمدن مختلفة من البرازيل، مثل ريودي جانيرو وكويابا وماناوس وسلفادور وساوباولو، وتحوي كل خيمة شاشات عرض تليفزيونية، تعرض فيها أفلاماً تعرِّف بالإسلام، كما تضم ركناً لتوزيع الكتب التعريفية بالإسلام باللغات العالمية الحية، إضافة إلى هدايا عينية رمزية مثل القمصان والقبعات والمظلات التي طبع عليها عناوين مواقع الندوة في «الإنترنت»، وهي مواقع دعوية باللغات الإنكليزية والإسبانية والبرتغالية ليسهل على المهتمين من جماهير المنتخبات الاستزادة من المعلومات بشكل دائم في حال رغبتهم. توجد «بوسترات» كذلك بحجم كبير للمسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، وستتاح فرصة للاعبين والجمهور لالتقاط الصور التذكارية بجوار هذه البوسترات، وكذلك توجد لوحات إرشادية في المساجد والجوامع الموجودة في كل مدينة مع رسوم توضيحية لكيفية الوصول إليها لأداء الصلوات. وأضاف الشيخ حمادة: «سيجري عبر مكتب الندوة في البرازيل الاتصال باللاعبين المسلمين في الفرق المشاركة في البطولة لدعوتهم لزيارة المعارض والفعاليات ودعوة الجمهور للتعرف على الإسلام، وستقام محاضرات توعوية يشارك في إلقائها دعاة من البرازيل للتعريف برسالة الإسلام، خصوصاً قضايا حقوق الإنسان والمرأة، والعدالة الاجتماعية، والحوار مع الآخرين، ودور المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام». وكان مدير مكتب الندوة في البرازيل حمادة قام بزيارة استباقية إلى مدينة ريودي جانيرو، بهدف التباحث مع الجمعية الخيرية الإسلامية في ما يخص النشاطات الدعوية خلال فعاليات كأس العالم، واختيار المتطوعين الذين سيشاركون في تنفيذ تلك النشاطات، كما وقف على ترتيبات الدورة التدريبية في العمل التطوعي والجماعي، التي ستقام في ريودي جانيرو ضمن النشاطات المرافقة لفعاليات كأس العالم. كما تفقّد قبل أشهر من انطلاق الموسم الكروي مشروع بناء مسجد المدينة، ووقف على مراحل إنجازه حتى يكون جاهزاً لرسالته الدعوية قبيل انطلاقة فعاليات كأس العالم.