صرح نائب رئيس الوزراء الروسي ديميتري روغوزين، المعروف بمواقفه القومية، بأن «الوقت حان لإعادة جمع اجزاء» الاتحاد السوفياتي السابق بعد 24 سنة على اعلان استقلال روسيا الذي يحتفل به في 12 حزيران (يونيو). وكتب روغوزين، المندوب الروسي السابق لدى الحلف الأطلسي (ناتو) ومؤسس حزب «رودينا» (الوطن)، والمكلف الصناعة العسكرية الذي شملته عقوبات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بسبب أزمة اوكرانيا: «قبل 24 سنة ظهر اول تفسخ في الصخرة السوفياتية. ثم حصل الانهيار». وأضاف: «من عرف حينها ان الاتحاد سيتفتت خلال ربع قرن؟ لقد آن وقت اعادة جمع الأجزاء». والرئيس فلاديمير بوتين الذي وصف تفتت الاتحاد السوفياتي بأنه «اكبر كارثة جيوسياسية» في القرن العشرين، حرص منذ وصوله الى الحكم على استعادة نفوذ بلاده في الإمبراطورية الروسية السابقة. وهو ضم في آذار (مارس) الماضي شبه جزيرة القرم الأوكرانية الى اراضي روسيا، ما اثار توتراً غير مسبوق اعتبر بداية حرب باردة جديدة، ثم وقع في ايار (مايو) على انشاء الاتحاد الاقتصادي «الأوراسي» مع كازاخستان وبيلاروسيا، لكن من دون اوكرانيا التي اتجهت نحو اوروبا. على صعيد آخر، افاد تقرير اعدته منظمة «فريدوم هاوس» الأميركية بأن الديموقراطية وحقوق الإنسان تتراجع في عدد من الدول المنبثقة من الكتلة السوفياتية السابقة، بتأثير روسيا التي تميل الى القمع في شكل متزايد. وأوردت الدراسة ان «نحو 80 في المئة من سكان الدول التي تشملها الديبلوماسية الأميركية في منطقة اوراسيا تعيش تحت حكم انظمة قمعية، وبينها اذربيجان وبيلاروس وكازاخستان وأوزبكستان وقرغيزستان وتركمانستان وروسيا. وقالت المنظمة غير الحكومية: «كشفت ازمة اوكرانيا للعالم الانقسام العقائدي والسياسي العميق بين اوروبا التي تقودها مبادىء ديموقراطية، وأوراسيا». وتابعت: «الانقسام بين المنطقتين في القارة الأوروبية اتسع منذ سنوات، والتأثير السيء لروسيا على الممارسات الحكومية لجاراتها تزايد قبل وقت طويل من غزو القرم. وقد تبنت الدول المعنية الواحدة تلو الأخرى افكار موسكو المنافية للديموقراطية». وقالت الخبيرة سيلفانا هابدانك كولاشكوفسكا: «قبل عشر سنوات عاش شخص واحد من خمسة في ظل نظام متسلط. اليوم هناك اربعة من كل خمسة يعيشون في هذا الوضع. وهذا التوجه يتسارع».