تكشفت تفاصيل جديدة أمس عن «خلية الاستراحة» التي يجري محاكمتها في المحكمة الجزائية المتخصصة في مدينة جدة، بتهمة جمع تبرعات بطرق غير نظامية وتهريبها إلى جهة مشبوهة، إذ أكد شاهد مغربي الجنسية كان يعمل سائقاً خاصاً لأحد المتهمين ال16 في «الخلية» ويعد لهم الشاي والقهوة، أن العقل المدبر ل«الخلية» كان يريد إنشاء حزب سياسي، وطرح المشروع أمام الأعضاء المتهمين الذين كانوا يعقدون اجتماعات مستمرة، فاعترض المتهم الخامس على كلمة «حزب»، معتبراً أن نجاح مسمى مشروع الحزب مرهون بتغير السلطة أو إدخال إصلاحات داخلية عليها. وأضاف الشاهد خلال الجلسة 30 من محاكمة «خلية الاستراحة»، أن العقل المدبر ل«خلية الاستراحة» كان أكثر الأشخاص في الاجتماع تحمساً، لا سيما أنه متسيد الجلسة في عملية الشرح والتعليق عبر شاشة «بروجكتر» وسبورة، بحضور المتهمين، وشخص جزائري الجنسية لم يتذكر اسمه. وأكد أن المتهم الخامس كان على خلاف مع المتهم الأول زعيم «خلية الاستراحة»، إذ رفض كلمة «حزب» التي وردت في الخطاب عرضته شاشة «بروجكتر»، مبرراً عدم نجاح مسمى «حزب» بأن أعضاء المجموعة لا يزالون في بداية الطريق ولم يقدموا أي مشروع حتى الآن. وأشار الشاهد إلى أن المتهم السابع وهو صاحب «استراحة سارة» التي قبض فيها على بعض أفراد الخلية، طلب من زعيم الخلية المتهم الأول والمتهم الخامس تسوية الأمور بينهما، وعدم الاختلاف في وجهات النظر، لأن موقع الاجتماع المقبل سيكون في أحد الفنادق المطلة على ساحة الحرم النبوي في المدينةالمنورة، لافتاً إلى أن صاحب الاستراحة الذي كان يدير الاجتماعات أمره بجمع الهواتف المحمولة من أعضاء الخلية، ووضعها في غرفة مجاورة. وتطرق المغربي الذي عرضت شهادته مكتوبة على شاشة تلفزيونية أمام المتهمين في الجلسة، إلى أنه كان يعد الشاي والقهوة لعدد من المتهمين ال16 الذين كانوا يجتمعون في الاستراحة، وسمع المتهم السادس الذي كان يتزعم الجلسة في إحدى الاجتماعات يتحدث عن خطاب يجري الإعداد له، وطلب أحدهم من المجموعة عدم ذكر اسمه من بين الموقعين على الخطاب، وبرر ذلك بأسباب يعرفها الجميع. ولفت إلى أن بعض الاجتماعات المحاطة بالسرية، انتقلت إلى مكتب المتهم السابع، إذ شاهد أثناء تقديم الشاي والقهوة بعض المتهمين يحملون معهم أوراقاً، وآخر في اجتماع ثاني يحمل معه جهاز حاسب موصلاً بطابعة في المكتب، مؤكداً أن المتهم السابع طمأن الحضور في أحد الاجتماعات بأنه سيتم توكيل محامي للترافع عن أي شخص في حال القبض عليه، والاهتمام بأسرة السجين. وتابع: «شاهدت زعيم الخلية مع زوجته حاضراً في اجتماع محاط بالسرية، وسمعته يقول بأنه لا يخفي سراً على زوجته»، مضيفاً أنه خاف على نفسه من التورط مع المجموعة في اجتماعاتهم، خصوصاً أنه لمس في اجتماعات مختلفة أن هناك أمراً ما سيزعج البلاد. وطلب المتهمون السبعة الذين سألهم القاضي عن شهادة المغربي فيهم، نسخة من الشهادة ومهلة للرد عليها مكتوبة، عدا المتهمين الثالث والسابع، إذ اكتفى المتهم الثالث بالردود السابقة على دعوى المدعي العام وأدلته، وسأله القاضي عن طعنه في ديانة وأمانة الشاهد، فأجاب: «اكتفي بردي السابق»، فيما أكد المتهم السابع أنه يزكي الشاهد الذي يعمل مرافقاً لديه ولا يطعن فيه. وتابع: «الاجتماعات التي ذكرها الشاهد، ذكرتها مفصلاً في حينه في إجابتي على الدعوة». وأحضر المدعيان العامان شهوداً من منسوبي السجن وعددهم 9 أشخاص ضد المتهمين الأول والثالث والسادس. وأدلى شاهد بشهادة ضد زعيم «خلية الاستراحة» المتهم الأول وقّع عليها ثلاثة خفراء في الجناح الذي يحتجز فيه ذلك المتهم، مفادها أنه يتحدث من تحت باب السجن ذاكراً أسماء الموقوفين، ويتحدث عن جيش الإسلام. وذكر شاهد آخر من منسوبي السجن أنه سمع المتهم الثالث يزعم بمداهنة السلطات السعودية لليهود والأميركان، فرد عليه المتهم الثالث بأنه يكتفي بالردود السابقة. وذكر أربعة شهود من منسوبي سجن ذهبان في جدة، أن المتهم السادس سأل عن سبب حضور عسكري ومجندة خلال الزيارة، فرد عليه الشاهد وهو داخل السجن أن حضورهما بحسب الأوامر، وعندها أكد المتهم السادس بأنه سيبلغ أسرته لنشر هذا الأمر عبر شبكة الإنترنت. وحضر محامي جديد للترافع عن زعيم «خلية الاستراحة» من دون مقابل، بدلاً من محامٍ سابق تم طرده أثناء الجلسة لتجاوزه حدود الأدب في المحكمة. وطلب قاضي الجلسة من مندوبي المحكمة إحضار كوب من القهوة العربية والتمر للمتهم السادس، بناء على طلبه، وذلك بسبب معاناته من داء السكري.