شهدت أقسام مجمع الدمام الطبي، ومستشفيات أخرى في المنطقة الشرقية، خلال الأيام الماضية، زحاماً بين المراجعين، بغية سرعة الحصول على علاج قبل دخول شهر رمضان المبارك، أو الحصول على أدوية تفي حاجاتهم طيلة الشهر، وبخاصة المصابين بأمراض السكري والقلب والضغط. فيما رفعت مراكز رعاية صحية، حجم طلباتها من الأدوية، من إدارة التموين الطبي في المديرية العامة للشؤون الصحية، التي بدأت بتوفير كميات الأدوية بحسب الطلب، وضاعفت كميات بعض الأنواع. واعتبر مراجعون لمجمع الدمام الطبي، تحدثوا ل «الحياة»، أن ما حصل خلال الأسبوع الجاري، «لم يحدث من قبل، لأن الكثير من المرضى، يصومون رمضان لأول مرة مع أجواء الرطوبة، ما دفع عدداً منهم، إلى المسارعة في المتابعة العلاجية قبل حلول الشهر الكريم، وبخاصة أصحاب الأمراض المُزمنة، الذين قد يتأثرون بالصيام». وأبدى سالم الدوسري، الذي راجع مركزاً صحياً في أحد أحياء الدمام، خشيته من «حدوث نقص في الأدوية خلال هذا الشهر، وتحديداً في المراكز الصحية». وأضاف أن «بعض المراجعين الذين لم يتمكنوا من استلام الأدوية الأسبوع الماضي، تم تأجيلهم إلى اليوم (أمس الأحد)، بسبب نفاذ الأدوية من صيدليات المراكز». وقال علي الشافعي، الذي راجع مجمع الدمام الطبي»: «إن زيادة أعداد المراجعين، وارتفاع عدد الاستشارات الطبية، وطلب الأدوية، أدى إلى حدوث نوع من الفوضى، وعدم تمكن البعض من الحصول على الأدوية اللازمة، كما تم تحويل مرضى إلى المراكز الصحية، لاستكمال العلاج، واخذ الدواء اللازم». وقالت المشرفة على مركز الرعاية الصحية في حي المزروعية في الدمام ريما الغامدي: «حدث تدافع من جانب بعض المراجعات لتسلم الأدوية، ما دفعنا إلى وضع إجراءات تنظيمية، قبيل دخول هذا الشهر الفضيل، ونتعامل مع الأمر بصورة طبيعية، إلا أن تكدس المراجِعات وإصرارهن، أدى إلى نوع من الإرباك، الذي تم التعامل معه في شكل فوري»، مضيفة أن «بعض المراجعات لا يستوعبن الإجراءات المفروضة على صرف الأدوية، على رغم إبلاغهن أن الأدوية متوافرة، ومن لم تتمكن من الحصول عليها في يوم مراجعتها، سيتم توفيرها لها خلال الأيام المقبلة، بعد وصولها من قبل إدارة التموين الطبي، التي أبلغتنا أن تزويد المراكز بالأدوية سيتم بصورة سريعة». وأشارت إلى أن زيارات المراجعين للمركز خلال شهر رمضان تكون «قليلة، وغالبية المرضى يلجؤون إلى تأمين الأدوية قبل الصيام،ما يكفي لمدة شهر ونصف الشهر». بدوره، أوضح مدير إدارة التموين الطبي في المديرية العامة للشؤون الصحية في الشرقية مريح العسيري، ل «الحياة»، أن «ارتفاع أعداد المراجعين خلال الفترة التي تسبق حلول شهر رمضان، مسألة سنوية. إلا أن هذا العام امتاز بمضاعفة الأعداد، من طالبي العلاج والدواء، لأن شهر رمضان يأتي متزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة ونسب الرطوبة، لذا قمنا بتوفير كميات مضاعفة من الأدوية، وتحديداً في المراكز الصحية، التي أبلغتنا بعضها بحصول زحام من المراجعين، خصوصاً من مرضى الضغط والسكري والقلب»، مؤكداً أنه تم «التعامل مع المراكز كافة، وتوزيع الأدوية من خلال خطة تنظيمية، لتغطية الأحياء كافة، وتلافي حدوث النقص».