أعلن حسن السنيد رئيس لجنة تقصي الحقائق النيابية العراقية في شأن القصف الإيراني لشمال البلاد، خلال مؤتمر صحافي، أن القوات الإيرانية «لم تتجاوز الحدود العراقية برياً، إلا أن طائرات مروحية وتجسسية تخترق الأجواء العراقية بين الحين والآخر أثناء عمليات مطاردة مسلحي (البيجاك) أو غيرهم». وقال انه رفع تقريراً الى المجلس النيابي يفيد بأن قرى كردية تتعرض ل «عمليات قصف عشوائي من دون وجود أي مبرر قانوني دولي، خلافاً للاتفاقيات الثنائية، هو ما يشكل اعتداء بحسب الأعراف الدولية». وحذّر التقرير من أن «استمرار القصف على ما هو عليه سيشعل أزمة سياسية واجتماعية بين الحكومتين العراقية والإيرانية» إذا لم تعالج «بالطرق السلمية والديبلوماسية». وتتعرض القرى الكردية المحاذية للحدود الإيرانية منذ أسابيع إلى قصف إيراني متكرر بحجة ملاحقة مسلحي حزب «الحياة الحرة» المعارض لإيران، تسبب بمقتل عدد من المواطنين وإصابتهم، فضلاً عن نزوح المئات من الأسر. الى ذلك، أقفل امس اهالي قضاء خانقين (شرق ديالى) معبر المنذرية الحدودي مع إيران للمرة الثانية، احتجاجاً على استمرار الأخيرة في قطع مياه نهر الوند الذي ينبع من ايران ويمر في المحافظة، ومواصلة قصفها القرى الكردية الحدودية. وأوضح الناطق باسم لجنة «من أجل الوند» سلام عبد الله في تصريح ل»الحياة»، ان اقفال المعبر «تمثل بمنع مرور المسافرين وصهاريج الوقود». وذكر أن لجنته «بعثت بشكاوى رسمية إلى الحكومة والبرلمان العراقيين وحكومة إقليم كردستان والجهات المعنية لحل المشكلة لكن من دون جدوى». ولفت إلى أن «الجانب الإيراني أجبر على إطلاق جزء بسيط من المياه على خلفية خطوة مماثلة قمنا بها في 24 من الشهر الماضي، إلا أن الايرانيين عاودوا قطع المياه مجدداً باستثناء القليل الذي يصل إلى قضاء خانقين». وحذر من أن «مخاطر التوجه الإيراني بدأت تزداد، بعد أن جفت البساتين والمزارع، فيما اضطرت نحو 12 أسرة في القرية التي اسكنها، وتدعى ملا عزيز، للنزوح، وأصبحت قرية امام دانكا مهجورة بشكل كامل. وآخرون يضطرون إلى شراء المياه بمبالغ خيالية». وينبع نهر الوند الذي يبلغ طوله نحو 50 كيلومتراً من قمم جبال دالاهو في محافظة كرمنشاه الايرانية ليمر في وسط مدينة خانقين (155 كلم شمال شرقي بعقوبة) ثم يلتقي مع نهر سيروان الذي ينبع من ايران ايضاً، ويشكل التقاء النهرين نهر ديالى الذي يصب في نهر دجلة.