تشهد العاصمة العراقية، كعادتها في مثل هذا الوقت من كل عام عشية شهر رمضان الكريم، ارتفاعاً حاداً لأسعار السلع، تزامناً مع إقبال العائلات البغدادية على التبضع. لكن التحضير لشهر الصيام لا يقتصر على شراء المواد الغذائية فالصيف اللاهب فرض على العراقيين تحضيرات من نوع آخر. فلم تعد أسواق الشورجة وجميلة وحدها من تجذب المتبضعين في مثل هذه الأيام، إذ يشهد «الحي الصناعي» و»سوق السنك» حركة كثيفة لشراء وتصليح المولدات الكهربائية التي يجب أن تكون متوافرة وعلى أهبة الاستعداد في كل بيت عراقي خلال الشهر الكريم. ويقول ميثم علي، وهو صاحب محل لتصليح المولدات في بغداد: «هذا هو موسم عملنا الحقيقي. الصيف ورمضان معاً يعني أن كل العائلات ستتجه لصيانة وتصليح مولداتها الكهربائية. من دون الكهرباء يكون الصوم شبه مستحيل في بغداد، خصوصاً أن التغذية بالتيار الذي توفره الحكومة تراوح بين ثلاث وأربع ساعات في اليوم في أحسن الأحوال». وتؤشر العائلات العراقية أيضاً إلى ارتفاع أسعار «البنزين» الذي يشغل مولدات الكهرباء الصغيرة مع بداية رمضان. ولا تقتصر التحضيرات «الكهربائية» على ذلك بل يلجأ العراقيون إلى أصحاب المولدات الكبيرة والتي تزود الأحياء بالطاقة، لزيادة ساعات التغذية خصوصاً في وقت السحور وهو ما بات يعرف ب «الخط الليلي». ويؤكد «أبو حسين» من منطقة البياع، غرب بغداد، أن «الخط الليلي يعني زيادة 90 ألف دينار (3 آلاف دينار لكل يوم) على سعر الاشتراك الشهري مع مولدات الأحياء الكبيرة». ويضيف «لا يقتصر الأمر على مشكلة الكهرباء فهناك شح المياه وارتفاع أسعار المواد الغذائية اضافة إلى مشكلة الطرق والزحامات المرورية الخانقة نتيجة انتشار نقاط التفتيش في الشوارع وساعات العمل الطويلة كلها ستجعل من الصيام في شهر رمضان المقبل أصعب من أي وقت مضى». وتلجأ الكثير من العائلات العراقية إلى قضاء بعض أيام رمضان في إحدى الدول القريبة أو إلى شمال البلاد حيث درجات الحرارة اقل. وكانت وزارة الداخلية أعلنت تطبيق إجراءات قانونية رادعة بحق المجاهرين بالإفطار في نهار شهر رمضان.