لمواجهة درجات الحرارة المرتفعة في شهر رمضان في العراق ، وانقطاع التيار الكهربائي المستمر، ابتكر البغداديون طريقة غريبة وطريفة لمقاومة هذه الأجواء الصعبة، فاغلب شوارع العاصمة أصبحت الآن تعج بظاهرة ( الحمام السفري)!!. (الحمام السفري) لا يقتصر على الرجال ، أيضا هو للنساء طالما يتم مع ارتداء الملابس، اغلب الشباب تراهم في الظهيرة التي تصل درجات حرارتها أكثر من (50) درجة، وانعدام الكهرباء مضطرين إلى زيارة تلك الحمامات والانتعاش بماء بارد ليقلل العطش. ( زاهر عيدان) بائع فواكه وخضروات يقول اضطر في الساعة الواحدة ظهرا، وانا افترش الشارع لبيع بضاعتي، أن استحم في هذه الحمامات للتبريد وتقليل حرارة الجسم لكي استمر بعملي والمحافظة على صيامي. (فالح عبد الجليل) يفترش الشارع أيضا لبيع مواد منزلية يقول (لا أتصور إننا في بلد يعد من أغنى دول العالم ولم نستطع توفير الكهرباء على الأقل في شهر رمضان)، ويتساءل (ما هو الحل؟ إن جلسنا في بيوتنا فمن أين نعيش ؟ لاسيما أن أجور المولدات الكهربائية الأهلية تقصم ظهورنا لوحدها، وان خرجنا للعمل فهذه درجات الحرارة أعلى من كل الدول ، يضاف إلى ذلك إننا نعاني من عدم توفر الخدمات الضرورية التي يمكن أن تخفف عنا ارتفاع درجات الحرارة). (حسين عبدالله )، عراقي جاء يراجع احدى الدوائر الحكومية لمتابعة معاملة لديه يقول (دخلت الدائرة وجدتها بدون كهرباء !! وانا رجل كبير لا أتحمل الحرارة والزحام ، وشعرت أن روحي خمدت اضطررت للخروج من الدائرة ، وفي الشارع رأيت (دوشا سفريا) ولم اصدق عيناي وكانت مفاجأة سارة لم أتصورها لذلك ارتميت بملابسي تحت الدوش انا والمعاملة !!!!!!!!!. يقول حمزة علاوي( صاحب حمام سفري) وهو عبارة عن دوش أو أكثر يربط بأنبوب ماء، (إن الحاجة ام الاختراع فنحن نمر بصيف لاهب وقاس ويصادف فيه شهر رمضان المبارك ، فضلا عن هذا أن الناس تشكو فقدان التيار الكهربائي لذلك خطرت فكرة إقامة حمامات في الشوارع العامة للناس للتقليل من معاناتهم. وهذا لا يحتاج سوى إلى دوش وأنبوب يربط بخزان وغالبا ما نضع في الخزان قطع ثلج لتبريد الماء لأنه يصبح حارا في اغلب الأوقات. وعن أجورهم يقول أإنها زهيدة لا تتعدى (500) دينار عراقي وهي لا تساوي شيئا مع ارتفاع درجات الحرارة ، والكلام طبعا ل( علاوي). احد أصحاب الحمامات رفض التحدث والتصوير وقال بالحرف الواحد(استر علينا الله يستر عليك بشهر رمضان المبارك، لا يسمع بعملنا احد السياسيين ويأخذها مقاولة له ولأقربائه!!). وحتى الله يستر علينا وعلى الناس ننهي الجولة البغدادية لنجابه الحرارة وانقطاع الكهرباء في بيوتنا، مع العلم إننا أخذنا دوشا عاجلا. ولله المشتكى ياعراق والله هو المعين.