بعد إيقاف القطري محمد بن همام مدى الحياة من الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» بات من الصعب ان يعود الى تلك المناصب الرفيعة التي تقلدها على مدار السنوات الماضية، وبدأ حديث علني ومن دون أية سرية على من سيخلف الرجل في رئاسة الاتحاد الآسيوي، فقد بدأت مشاورات خليجية تهدف إلى الاتفاق على مرشح واحد من أجل تدعيمه بشكل قوي أمام المرشح جونجي أوجورا رئيس الاتحاد الياباني الذي يلقى دعماً قوياً من دول شرق آسيا لخلافة ابن همام في الاتحاد، مما يعني الدخول في صراعات جديدة على هذا المنصب، ويرى مراقبون بأن سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد البحريني أقوى المرشحين لتولي المنصب، إضافة للإماراتي يوسف السركال نائب رئيس الاتحاد الآسيوي، الذي أعلن أنه سيترشح لرئاسة الاتحاد القاري في حال استبعاد القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي من منصبه، وهذا سيكون مدعاة الى تشتيت الآراء من الدول العربية الذين يمثلون غرب القارة مالم يكون هناك تنسيق واتفاق على مرشح واحد، وهناك أنباء إعلامية أشارت بالفعل بأن سلمان آل خليفة بدأ بالفعل حملة خوض الانتخابات مستنداً الى ان غالبية دول الغرب الآسيوي يدعمونه، وكل هذا يجري من دون ان تظهر بقية الأسماء المتوقع دخولهم معترك الانتخابات المقبلة بعد ان يحسم أمر ابن همام بشكل قطعي، وخلاف الياباني هناك احتمالات بأن يكون لماليزيا والصين مرشحين لخلافة ابن همام. وإن إعلان بعض الشخصيات الآسيوية لخوض الانتخابات وخلافة ابن همام، كان مشروطاً بإدانة ابن همام الذي أطلق تصريحات عنيفة جداً بعد شطبه من مناصبه إذ أخذت تلك التصريحات لغة التحدي، وبعد أن شن هجوماً لاذعاً ضد جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم متهماً إياه بالضلوع في مؤامرة للإطاحة به بعد تحديه لبلاتر على مقعد رئاسة الفيفا، كما شبهه بالديكتاتور الذي يحاول التخلص من منافسيه، مؤكداً أن الأدلة المقدمة ضده (مختلقة)، إذ أشار ابن همام في تصريحاته الى انه سيقدم استئناف لهذا القرار المجحف ضده وانه سيثبت براءته، هذا الأمر لم يكن إطلاقاً في حساب الاتحاد الآسيوي لكرة القدم إذ يرون ان لا رجعة مجدد الى وجود ابن همام بينهم بدليل دعوتهم لعقد اجتماع الجمعة 29 تموز «يوليو» بمقر الاتحاد في كوالالمبور، وذلك لتحديد المرشحين لرئاسة الاتحاد الآسيوي بدلاً من محمد بن همام، ويهدف اجتماع الاتحاد الآسيوي إلى تحديد موعد للانتخابات الرئاسية لانتخاب الرئيس الجديد، وهذا يؤكد ان ابن همام بالنسبة إليهم أصبح من الماضي، مما يعني ان هناك رئيس جديد للاتحاد في قادم الأيام وان هذا الرجل الذي ملأ السمع والبصر عما قريب جداً سوف يتوارى عن الأنظار. واذا ما صدقت توقعات المجتمعين الآسيويين في عدم وجود فرصة لعودة ابن همام الى مكانه السابق فإن تاريخ رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم محمد بن همام في المجال الرياضي تكون قد طويت بشكل نهائي وبشكل غير مشرف ونهاية بالطبع لم تكن في الحسبان على الإطلاق، وهنا لابد ان يكون هناك أسباب وراء ذلك الرجل يعرفها أكثر من أي شخص آخر، والمتابع لرئيس الاتحاد الآسيوي، يعرف بان سخر كل وقته في خدمة كرة القدم الآسيوية وحتى العالمية وكان متحمساً لكل كبيرة وصغيرة، لكن نهايته في آخر المطاف نرى انها مأساوية الى الحد الذي يمكن ان يتندر بها منافسيه وأعدائه سنوات طويلة وستكون مضرباً للأمثال في الحملات المقبلة ولغات التحدي التي عادة ما يستخدمها المتنافسين في حملاتهم، كما ان الأخطاء التي قيل بأن ابن همام وقع فيها أثناء حملته ضد بلاتر لم تكن محسوبة فالتكتيك للمنافسات الآسيوية تختلف عن المنافسات العالمية، وتقديم هدايا (كما قيل) على المستوى الآسيوي تمر مرور الكرام، اما اذا قدمت على المستوى العالمي للمنافسة على رئاسة الفيفا فتعتبر رشوة عياناً بياناً. [email protected]