أوسلو – أ ب، رويترز، أ ف ب - رجّح محامي أندرس بيرينغ برييفيك الذي نفذ اعتداءي النروج الجمعة الماضي، ان يكون موكله «مختلاً عقلياً»، مشيراً الى إعلانه ارتباطه بخليتين في النروج وبخلايا في الغرب. وأقر برييفيك لدى مثوله أمام محكمة الاثنين، بتفجير سيارة في أوسلو، ثم تنفيذ مجزرة خلال تجمع لحزب العمال الحاكم في جزيرة يوتويا، ما اسفر عن مقتل 76 شخصاً على الأقل، لكنه دفع ببراءته من اتهامات الارهاب الموجهة إليه، مدعياً أنه تصرّف لإنقاذ أوروبا من «الاستعمار الاسلامي». وقال المحامي غير ليبستاد أن موكله تناول عقاقير «ليكون قوياً وفاعلاً وصاحياًً» أثناء إطلاقه النار طيلة 90 دقيقة في تجمع الحزب الحاكم، مضيفاً: «سألني اذا شعرت بصدمة، وإذا كان في إمكاني أن اشرح له ما حصل. لم يعلم هل نجحت خطته، إذ فوجئ بتحقق غاياته، معتقداً أنه قُتل خلال إطلاقه النار في يوتويا». وزاد أن لبرييفيك «رؤية للواقع لا يشاركه فيها أحد منا»، لافتاً الى انه «يحتقر كلّ الأفكار الغربية وقيم الديموقراطية، ويتوقع أن ذلك يشكّل بداية حرب ستستمر 60 سنة، ضد الديموقراطية والمسلمين في العالم، إذ قال انه يريد تحرير أوروبا والعالم الغربي. إنه يعتبر نفسه منقذاً، ومقاتلاً أطلق هذه الحرب، ما يشعره ببعض الفخر». ولفت ليبستاد الى أن برييفيك أبلغه أنه ينتمي الى تنظيم له خليتين في النروج، وخلايا عدة في دول غربية، مضيفاً: «لكنني لا أعلم أين». لكن الشرطة النروجية تعتقد بأنه تصرّف بمفرده. وقال المحامي، في اشارة الى برييفيك: «هذ القضية برمتها، تشير الى انه مختل عقلياً». لكنه اعتبر أن من المبكر القول هل سيقرّ المتهم بجنونه أمام القضاء، إذ قد يعارض ذلك، إنطلاقاً من اعتقاده بأنه وحده «من يدرك الحقيقة». وأعلن ليبستاد الذي ينتمي الى الحزب الحاكم، أنه سيستقيل بوصفه محامياً لبرييفيك، إذا لم يوافق الأخير على الخضوع لفحوص نفسية». ولفت المحامي الى ان موكله الذي اتُهم بالارهاب، قد يُتهم أيضاً بارتكاب جرائم ضد الانسانية. ورغم أن أقصى حكم قضائي في النروج لا يتعدى السجن 21 سنة، توقّع ليبستاد عدم الافراج مطلقاً عن موكله. في الإطار ذاته، أعلن المدعي العام كريستيان هالتو أن الشرطة تنوي الاستناد الى مادة جديدة من قانون العقوبات اعتُمدت العام 2008، تعاقب على ارتكاب «جرائم ضد الانسانية» وتنصّ على عقوبة السجن 30 سنة حداً أقصى. في غضون ذلك، أعلن وزير العدل النروجي كنوت ستوربرغت مساندته الشرطة التي واجهت انتقادات تناولت خصوصاً الفترة الزمنية التي استغرقتها قبل التدخل في المجزرة. واعتبر أنها أنجزت «عملاً عظيماً»، قائلاً بعد لقائه كوادر من شرطة أوسلو: «إنهم أشخاص عملوا في شكل أكبر مما كان متوقعاً، وقطعوا إجازاتهم وتطوعوا للمساعدة في كل البلاد». وأشار الى ان النروج تلقت «درساً قاسياً»، لكنها ستشهد «انفتاحاً أكبر، ونشاطاً سياسياً أكبر، وديموقراطية افضل، وأماناً اكثر للمواطنين». أما يان كريستيانسن، مديرة وكالة أمن الشرطة، فقالت: «حتى أجهزة استخبارات ألمانياالشرقية، ما كانت لتكشف هذا الشخص».